تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس التطورات في سورية من زيارة الاخضر الابراهيمي الى سوريا اليوم، والاحتجاجات التي عمّت أنحاء العالم وخاصة مصر وليبيا إحتجاجاً على الاساءة الى رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي أدّت الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا وإقتحام السفارة الاميركية في كل من مصر وليبيا .
السفير: ركزت صحيفة السفير في إفتتاحيتها على تغطية الاحداث الامنية الاخيرة في ليبيا والهجوم على السفارة الاميركية وقتل سفيرها إحتجاجاً على الفيلم الاسرائيلي-الاميركي المسيء للاسلام وللنبي محمد (ص).
فيلم إسرائيلي ـ أميركي بتمويل يهودي يُحرج «الربيع العربي» ويستنفر «السلفيين» الإسلاميون يحرقون سفير واشنطن في ليبيا ... وكلينتون تتهمهم بقلة الوفاء!
وكتبت تقول "فيلم مشبوه يفجّر أزمة بين إسلاميي «الربيع العربي» وحلفائهم الأميركيين. هكذا يمكن اختزال ما أثاره فيلم «براءة المسلمين» ـ أو «محمد رسول المسلمين» بحسب النسخة المدبلجة إلى اللغة العربية ـ من غضب عارم انطلق، مساء أمس الأول، عندما اقتحم عدد من المتظاهرين مقر سفارة الولايات المتحدة في القاهرة، ورفعوا على سورها علم تنظيم «القاعدة» بعد إنزال العلم الأميركي، واتخذ منحى أكثر دموية، فجر أمس، حين هاجم محتجون ليبيون مبنى القنصلية الأميركية في بنغازي، فقتلوا السفير وثلاثة دبلوماسيين آخرين. ومن المتوقع أن تتفاعل موجة الغضب على امتداد العالم الإسلامي خلال الأيام المقبلة، في ظل دعوات واسعة للتظاهر يوم الجمعة المقبل احتجاجاً على إهانة النبي محمد والاستهانة بمشاعر المسلمين. ويبدو أن تداعيات هذا الفيلم ـ الأزمة، الذي أنتجه سمسار عقارات إسرائيلي أميركي، وتبناه قس أميركي متطرف، وموّلته شخصيات يهودية، وروّج له دعاة فتنة عرب، قد شكلت صدمة قوية للإدارة الأميركية، التي استغربت على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون كيف يمكن أن يقتل سفيرها لدى دولة عربية ساهمت واشنطن في «تحريرها» من الديكتاتورية. ويبدو أيضاً أن هذه التداعيات قد أحرجت حلفاء أميركا الجدد في المنطقة العربية، وخصوصاً في مصر، بعد حصار السفارة الأميركية في القاهرة لليلة الثانية على التوالي وتصاعد الانتقادات ضد الرئيس «الإخواني» محمد مرسي لعدم اتخاذه موقفا حاسما تجاه ما جرى، وفي ليبيا، التي تسابق حكامها على الاعتذار للادارة الأميركية عن مقتل سفيرها. من جهة ثانية، دقت هذه الأزمة الجديدة ناقوس الخطر، بعدما أظهرت المجموعات الإسلامية المتشددة أنها قادرة على كسر المعادلة التي سعت الإدارة الأميركية لفرضها على دول «الربيع العربي» في إطار الجهود المبذولة من قبل الغرب لاحتواء ثورات الشعوب العربية، وهو ما تم تجاهله خلال الأشهر الماضية حين بدأت القوى التكفيرية في هدم أضرحة الصوفيين في مصر وليبيا وتونس ومالي، أو في الضغط لفرض رؤيتها الضيقة في تطبيق الشريعة الإسلامية في العديد من المجتمعات العربية، أو حتى في استغلال الحراك الشعبي في سوريا لإيجاد موطئ قدم جديد لـ«جهادييها»... الخ. الأزمة الحالية بدأت منذ أيام، حين أثار إعلان دعائي مبتذل عن فيلم يتناول حياة النبي محمد بطريقة ساخرة ومبتذلة موجة استياء على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت الشرارة الأولى للأزمة حين تم تحديد موعد عرض الفيلم، أمس الأول، تزامناً مع إحياء الذكرى الحادية عشرة لهجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة، حيث دعت قوى مصرية إسلامية ومسيحية إلى التظاهر أمام السفارة الأميركية احتجاجاً ونصرة للنبي محمد وقطعاً للطريق أمام الفتنة، خصوصاً بعدما تبيّن أن بعض رموز ما يسمّى بـ«أقباط المهجر» يشاركون في الترويج للفيلم، وهو أمر شكل مادة دسمة لتأجيج العصبيات الطائفية عبر القنوات الدينية. وكانت حصيلة التظاهرة اقتحام مقر السفارة وإنزال العلم الأميركي واستبداله بعلم تنظيم «القاعدة». أما في ليبيا، فالأمور اتخذت منحى آخر حيث اقتحم متظاهرون غاضبون مقر القنصلية الأميركية في بنغازي، وقتل عدد منهم السفير الأميركي وثلاثة موظفين آخرين في السفارة. الفيلم المشبوه ومنذ عرض الإعلان الدعائي لفيلم «براءة المسلمين» ـ الذي تمت دبلجة أجزاء منه إلى اللغة العربية (باللهجة المصرية) تحت عنوان «محمد رسول المسلمين» ـ كثرت التكهنات حول الجهة التي تقف وراءه، حيث جرى اتهام شخصيات مسيحية من «أقباط المهجر» بإنتاجه، فيما ربطه آخرون بفيلم «فتنة» الذي انتجه قبل أعوام النائب اليميني المتطرف في هولندا غيرت فيلدرز، والذي أثار موجة غضب عارمة على امتداد العالم الإسلامي، في حين قال آخرون إنه من إنتاج القس الأميركي تيري جونز الذي أثار غضب المسلمين في نيسان الماضي حين أحرق نسخاً من القرآن الكريم. وفي الواقع، فإن فيلم «براءة المسلمين» من إنتاج وإخراج سام باسيل (54 عاماً)، وهو إسرائيلي ـ اميركي، يدير شركات عقارية، ويقيم في جنوب كاليفورنيا. وأقرّ باسيل، في حديث إلى صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأنه هو الذي يقف وراء الفيلم، مشيراً الى انه جمع خمسة ملايين دولار من مئة يهودي ـ لم يحدد هوياتهم ـ لتمويله. وقال باسيل إن 60 ممثلاً، وفريقاً من 45 شخصاً، شاركوا في فيلم «براءة المسلمين»، الذي يستغرق قرابة ساعتين، مشيراً إلى أن تصويره استغرق قرابة ثلاثة أشهر، وقد تم ذلك خلال العام الماضي في كاليفورنيا. ويبدأ الفيلم بمشهد اعتداء مجموعة من المسلمين المتطرفين في صعيد مصر على صيدلية لطبيب مسيحي، فيشعلون فيها النيران، مع تركيز على تواطؤ رجال الشرطة والجيش مع المهاجمين. ثم ينتقل الى الحديث عن بداية قصة حياة النبي محمد، الذي جسد شخصيته ممثل أميركي بكثير من الابتذال، حيث يقدم صورة سلبية تماماً، تكذب وحي السماء. ويظهر الفيلم النبي على أنه مهووس بالشهوات الجنسية، ويقتل من دون سبب. كما يتضمن كلمات نابية، ولقطات فاضحة ذات طبيعة جنسية، ومشاهد تتضمن إهانات بذيئة للنبي والصحابة. وفيما ذكرت وسائل إعلام أميركية وبريطانية أن باسيل توارى عن الأنظار بعد أحداث القاهرة وبنغازي، فقد بدا السمسار الإسرائيلي ـ الأميركي مصراً على استفزازاته، حين قال في حديث مع موقع «إسرائيل تايمز»، في مقابلة عبر الهاتف (من خط أرضي في كاليفورنيا)، إنه ينوي تصوير مسلسل من مئتي ساعة حول الموضوع ذاته. وفيما نفى باسيل علمه بأن يكون قد طلب دبلجة الفيلم إلى اللغة العربية، فإن هذا العمل الاستفزازي قد وجد من يروّج له في العالم العربي. وفي هذا الإطار، نشرت مجموعة مما يسمّى بـ«أقباط المهجر»، وأبرزها المحامي موريس صادق، الذي نقلت عنه شبكة «سي بي سي» إقراره بالترويج للفيلم عبر مواقع الانترنت ومحطات تلفزيونية. وما يضيف شبهات إضافية على الفيلم هو حصوله على دعم القس الأميركي تيري جونز، الذي أثار موجة من الغضب في العالم الإسلامي بعد حرقه نسخاً من القرآن الكريم في نيسان الماضي. وبدا أن تداعيات الغضب الشعبي الذي فجره عرض الفيلم، وخصوصاً في بنغازي، قد شكلت صدمة للإدارة الأميركية. وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالعمل مع ليبيا على تقديم المهاجمين الذين قتلوا السفير الأميركي للمحاكمة. أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فتساءلت «كيف يمكن ان يحدث هذا؟ كيف يمكن ان يحدث هذا في بلد ساعدنا على تحريره، وفي مدينة ساعدنا على إنقاذها من التدمير؟». وفيما شدد أوباما وكلينتون على عدم تأثر العلاقات الليبية ـ الأميركية بالحادث، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن استهداف سفارتي الولايات المتحدة في مصر وليبيا سيؤدي على الأرجح إلى إعادة تفكير عميق في سياسة واشنطن تجاه البلدين. من جهة ثانية، تأتي هذه الأزمة في توقيت حرج بالنسبة للرئيس المصري محمد مرسي باعتبارها أول اختبار له. وفي ما بدا محاولة لاحتواء الموقف، دعت جماعة «الإخوان المسلمين» إلى خروج تظاهرات يوم الجمعة المقبل، والذي يتوقع أن يشهد احتجاجات في مختلف الدول الإسلامية، تتويجاً لتظاهرات انطلقت منذ يوم أمس في تونس وغزة والخرطوم والدار البيضاء."
النهار: صحيفة النهار تناولت اخر التطورات في الملف السوري والزيارة المرتقبة للاخضر الابرهيمي الى سوريا وتحدثت الصحيفة أيضاً عن النقمة الاسلامية التي عمّت جميع أنحاء العالم وخاصة ليبيا ومصر إحتجاجاّ على الفيلم المسيء للإسلام والتي أدت الى مقتل السفير الاميركي الى ليبيا بعد الهجوم على السفارة الاميركية في بنغازي.
الإبرهيمي يبدأ اليوم مهمته في دمشق وكتبت الصحيفة تقول "يصل إليوم الى دمشق الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي على متن طائرة خاصة وفّرها إمام الإسماعيليين النزاريين الآغا خان الرابع، في مهمة تستمر ما بين يومين وأربعة أيام، على أن يلتقي بعد غد السبت الرئيس السوري بشار الأسد. ويرافق الابرهيمي في زيارته الأولى لسوريا منذ تعيينه في هذا المنصب، رئيس مكتب الممثل الخاص المشترك الديبلوماسي الكندي المغربي الأصل مختار لماني والناطق باسمه، أحمد فوزي، الى آخرين من فريق العمل التابع له. وأفاد ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه نظراً الى "حساسية المهمة" أن "السلطات السورية عدلت أكثر من مرة برنامج اللقاءات التي سيعقدها الابرهيمي مع المسؤولين السوريين"، وهي تشمل الى الأسد، "اجتماعات مع وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد مساء (اليوم) الخميس وعدد آخر من المسؤولين (غداً) الجمعة". بيد أن "البرنامج لا يتضمن أي لقاء مع نائب الرئيس فاروق الشرع، مع العلم أن الابرهيمي كان يأمل ذلك". وسيجتمع الابرهيمي أيضاً مع أعضاء من المعارضة السورية في الداخل، وعدد من الناشطين في المجتمع المدني داخل البلاد وخارجها، بعدما التقى في اليومين الاخيرين عدداً من المعارضين المقيمين في القاهرة. ورداً على أسئلة لـ"النهار"، رفض فوزي التعليق على ما سماه "تكهنات كثيرة نراها ونسمعها" عن زيارة الممثل الخاص المشترك لسوريا، موضحاً أن لدى الأمم المتحدة "سياسة" بعدم اعلان مواعيد زيارات مسؤوليها لـ"أسباب أمنية". كذلك رفض الإفصاح عن الشخصيات المعارضة التي سيلتقيها الابرهيمي. وقال فوزي إن الممثل الخاص المشترك "لم يضع أي تصور حتى الآن لتسوية الأزمة السورية. كل ما يشاع في هذا الشأن غير صحيح. وهو يريد أن يستمع الى الرئيس الأسد والمعارضة قبل أن يبدأ بتكوين هذا التصور". ووصف الإجتماع الثلاثي الذي عقده الابرهيمي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيح حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بأنه "جيد".
نقمة إسلامية على الفيلم المسيء ومقتل السفير الأميركي في ليبيا "مارينز" وتعزيزات بحرية وطائرات استطلاع لمطاردة المهاجمين من القاهرة إلى الخرطوم وتونس والدار البيضاء وغزة، احتج مسلمون على فيلم "براءة المسلمين" الذي اعتبروه مسيئاً الى دينهم ورأوا ان وراءه الولايات المتحدة. وكان الاحتجاج الأكبر في بنغازي، وذهب ضحيته السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنس، في تاريخ لا يخلو من الدلالات بالنسبة إلى الأميركيين، 11 أيلول، في الذكرى الـ11 لهجمات 2001 في نيويورك وواشنطن، وفي توقيت حساس داخلياً قبل اسابيع من الانتخابات الرئاسية. وبعد قرار وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إيفاد 50 رجلاً من مشاة البحرية الأميركية "المارينز" إلى ليبيا لمكافحة الإرهاب، أوردت شبكة "سي أن أن" الأميركية للتلفزيون أن واشنطن أرسلت تعزيزات بحرية إلى ليبيا، تزامناً مع تشديد أمن المقار الديبلوماسية الأميركية في العالم. ونقلت عن مصادر أن الهجوم كان مخططاً له، وان المهاجمين استخدموا الاحتجاج خارج القنصلية لتشتيت الانتباه، وقد لا يكون السفير ستيفنس هو الهدف. وأضافت أن طائرات استطلاع أميركية ستنضم إلى مطاردة "الجهاديين" الذين قد يكونون مرتبطين بالهجوم، وأنها ستجمع معلومات استخبارية تسلّم الى المسؤولين الليبيين من أجل توجيه ضربات جوية. ويذكر أن خمسة سفراء أميركيين قتلوا وهم في الخدمة، آخرهم أدولف دوبز في أفغانستان عام 1979. وقال الطبيب زياد أبوزيد الذي عاين ستيفنس أن السفير قضى اختناقاً بالدخان، وقد نقل إلى المستشفى من دون الأميركيين الآخرين الذين قضوا معه، ولم تكن هويته معروفة في حينه. وفشلت الجهود لإنقاذه طوال ساعة ونصف ساعة بعدما تعرض لنزف في المعدة. ومساء خرجت تظاهرات في طرابلس وبنغازي استنكاراً للهجوم وتنديداً بالإرهاب. وعلى رغم التوتر الأمني الذي أوجب اختصار زيارة للرئيس التونسي المنصف المرزوقي، عقد أعضاء المؤتمر الوطني العام اجتماعاً مقرراً للبدء باختيار رئيس للوزراء. وبعدما اعتذر رئيس المؤتمر محمد المقريف من "الولايات المتحدة والشعب الاميركي"، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما :"نعمل مع الحكومة الليبية لمحاسبة القتلة الذين هاجموا رعايانا"، مؤكدأ أن الهجوم لن يتسبب بـ"قطع العلاقات". وفي نيويورك أفاد مراسل "النهار" علي بردى أن مجلس الأمن ندد بـ"أقوى العبارات" بالهجوم، وجدد التزامه دعم "الإنتقال الناجح لليبيا الى ديموقراطية مزدهرة ومسالمة". كذاك ندد بالهجوم على السفارة الأميركية في القاهرة، مشيراً إلى أن "أعمالاً كهذه لا مبرر لها أياً تكن دوافعها، وأينما وحيثما ارتكبت. " الاخبار: أما صحيفة الاخبار فأولت إهتمامها للحديث عن تطورات الملف السوري وزيارة الابراهيمي الى سوريا ولقاءه الرئيس الاسد في الغد، كما كتبت أيضاً عن الفيلم المسيء للنبي محمد (ص) والاحتجاجات على عرضه التي طالت السفارة الاميركية في ليبيا .
الإبراهيمي في دمشق اليوم ويلتقي الأسد غداً تشافيز «يقيّم» المقترح الإيراني بالانضمام إلى «المجموعة الرباعية»... ولندن تستبعد التدخّل العسكري وتحت هذا العنوان كتبت تقول "يصل المبعوث الدولي العربي الأخضر الإيراهيمي إلى سوريا اليوم، على أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد غداً، فيما أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أنّه «سيقيّم» الاقتراح الإيراني بضمّ بلاده إلى «مجموعة الاتصال الرباعية» حول الأزمة السورية واصل الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي محادثاته في القاهرة بشأن الأزمة في سوريا. واجتمع في مقر الجامعة العربية بالقاهرة مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي، ورئيس وزراء قطر حمد بن جاسم. وعقب الاجتماع الثلاثي، اجتمع الابراهيمي مع سفراء عرب لبحث حلّ الأزمة في سوريا. وصرّح دبلوماسي عربي بأن الأخضر الإبراهيمي سيتوجه إلى دمشق اليوم في أول زيارة له منذ تولى مهمته. وأوردت قناة «العربية» الفضائية النبأ نفسه، وأضافت أنّ الإبراهيمي سيجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد يوم الجمعة. وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية، قيس العزاوي، عقب اجتماع الابراهيمي والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة، إن الإبراهيمي يعتزم مقابلة «المسؤوليين السوريين والاطراف المعارضة الأخرى لكي يبدأ بخطوات تنفيذ مهمته». وأكد أن «بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته، وهذا ما رفضه العراق رفضاً قاطعاً، لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد، وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي». في موازاة ذلك، أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أنّه «سيقيّم» الاقتراح الذي قدمته إيران بضمّ بلاده إلى مجموعة اتصال حول سوريا، وهي مبادرة مصرية تضمّ أيضاً السعودية وتركيا. وقال تشافيز، خلال مؤتمر صحافي، «سوف نقيّم الاقتراح وما إذا كان بإمكاننا أن نساعد بطريقة ما على التوصل الى سلام في سوريا حيث الشعب حالياً ضحية سياسة استعمارية عنيفة، شريطة أن نتوصل إلى ذلك». واقترحت طهران، أول من أمس، دعوة حكومتي فنزويلا والعراق للانضمام الى «مجموعة الاتصال». وبعدما وجّّه «تحيّة الى الرئيس بشار الأسد والى الشعب السوري الشقيق»، أضاف تشافيز أنّه قبل كل شيء يجب أن «نستعلم». من ناحية أخرى، علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على امتناع مجلس الأمن الدولي عن إدانة الهجمات الأخيرة في كل من سوريا والعراق، بالقول إن الأعمال «الإرهابية» يمكن أن تكون مقبولة من قبل الدول الغربية إذا كان الحديث يدور حول السياسة النفعية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله، في الاجتماع الوزاري لمنظمة التفاعل وبناء تدابير الثقة في دول آسيا، الذي يعقد في أستانة، إن «رفض مجلس الأمن إدانة الهجمات الإرهابية أمر مؤسف». وأضاف إن مجلس الأمن كان حتى الآن يردّ على كل «العمليات الإرهابية» دون استثناء بإعلان إدانته الشديدة، وكان يشدد دائماً على موقفه الثابت الرافض للإرهاب بغض النظر عن الأسباب التي تقف وراءه، و«قد تخلى شركاؤنا الغربيون عن موقفهم هذا للمرة الأولى بعد العملية الإرهابية في دمشق التي استهدفت مبنى الأمن القومي السوري وراح ضحيتها العديد من كبار المسؤولين الأمنيين». وقال إن الموقف الغربي من هذا الهجوم أثار استغرابه الشديد، موضحاًَ أنّ «محاولات تبرير هذا الموقف تلخّصت في أن هذه العملية لم تكن إرهابية بكل معنى الكلمة، لأنها استهدفت قادة القوات المسلحة التي تحارب المتمردين». وأشار لافروف إلى أن روسيا اقترحت إدانة الهجمات الأخيرة في حلب في 9 أيلول والتفجيرات الدموية التي حصلت في العراق في اليوم ذاته، لكنّ الشركاء الغربيين امتنعوا عن الردّ على هذا المقترح. وقال «يتلخص مغزى هذا الموقف الآن في أنّه حينما يدور الحديث عن الجدوى السياسية، يعتبر الغرب الأعمال الإرهابية أمراً مقبولاً»، مضيفاً «سيسرّني جداً لو رفض شركاؤنا مزاعمي هذه، ولكن حتى الآن لا يبقى لي سوى التمسك برأيي». بدوره، استبعد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند من جديد تدخلاً عسكرياً غربياً في سوريا في ظل عدم وجود موافقة من روسيا والصين. وقال الوزير، في مؤتمر صحافي في الدوحة التي يزورها حالياً، «ما دام هناك قوتان عظميان تعارضان بفاعلية أي تدخل في سوريا، فإن الدول الغربية لا تستطيع طرح هذا الأمر». ورأى الوزير البريطاني أن النزاع في سوريا «يجب أن يحل برحيل الأسد»، واصفاً النظام السوري بـ«الوحشي». وقال إن «مفتاح تشديد الضغط على نظام الاسد هو إقناع الروس بأن من مصلحتهم على المدى البعيد دعم عملية انتقالية منسقة وهادئة بقدر الإمكان». في سياق آخر، قال مسؤولون أتراك إن قرابة 500 لاجئ سوري عبروا الحدود إلى تركيا، مساء أمس، في حين تقطّعت السبل بالآلاف على الجانب السوري. لكن بعض من عبروا الحدود بشكل غير قانوني لم يتمكنوا من تسجيل أنفسهم في مخيم «ريحانلي». وقال أحد اللاجئين إنه ظلّ عند الحدود لمدة يومين دون طعام أو ماء. وشكا من أنهم لم يتلقوا أي عون من أي جهة.
روايات متعدّدة للهجوم تتّهم «القاعدة» وأنصار القذافي بتـــنفيذه «غزوة بنغازي» تودي بالسفير الأميركي «غزوة بنغازي»، هذا ما يمكن أن يطلق على ما شهدته العاصمة الليبية الثانية، بعدما اقتحم متظاهرون السفارة وأحرقوها، ما أدى إلى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين أميركيين، في هجوم تزامن مع إحياء الولايات المتحدة ذكرى 11 أيلول في الحادي عشر من أيلول كان الأميركيون على موعد مع نكسة جديدة، هذه المرة في ليبيا، حيث اجتاح مئات الليبيين القنصلية في بنغازي، وقتلوا السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة من الموظفين الأميركيين احتجاجاً على فيلم أميركي مسيء إلى النبي محمد، غير آبهين بما يردده الأميركيون عن مساعدة ليبيا على التحرر من نظام معمر القذافي، بل على العكس، فكأن الليبيين كانوا يرددون أمس مقولته الشهيرة «طز فأمريكا». روايات الهجوم متعددة، بعضها نسبه إلى أتباع تنظيم «القاعدة»، ولا سيما «أنصار الشريعة»، وخصوصاً في ظل وجود هذه الفئة في الشرق الليبي المفتوح على الحدود المصريّة. البعض الآخر نسب الاعتداء إلى «أزلام النظام السابق»، كما اتهم آخرون مجموعات من الثوار السابقين، مشكّكاً في دخول تيارات إسلامية على الخط، فيما حمّلت وزارة الداخلية الأميركيين جزءاً من المسؤولية. وأفادت مصادر أمنية في بنغازي لـ«الأخبار» بأن «ما حدث أتى على أيدي شباب غير مؤدلجين، ليس لهم ارتباط بأنصار الشريعة ولا بكتائب مصراتة ولا ثوار الزنتان»، مشيرة إلى أن المتظاهرين الذين انطلقوا نحو قنصلية أميركا في بنغازي، مساء الثلاثاء احتجاجاً على عرض شريط يسيء إلى النبي محمد، متأثرون بما حصل في مصر من ردّ فعل على الفيلم الأميركي، وتحركوا على هذا الأساس. وعن وجود السفير الأميركي في بنغازي، أوضح المصدر أن ستيفنز كان من المُفترض أن يقوم بزيارة رسمية إلى «عاصمة الثوار» أمس، لكنه توجه إلى هناك عشية الزيارة، وكان وجوده غير معلن، وحين احترقت القنصلية كان في ملابس النوم واختنق من الدخان. ولما دخل الشباب عثروا عليه ميتاً. وتحدثت المصادر عن وجود سلاح بين أيدي بعض المتظاهرين، مشيرة إلى أنه جرى حرق القنصلية بقذائف آر بي جي. غير أن رواية أخرى جرى تداولها إعلامياً، أشارت إلى أن السفير تم الاعتداء عليه جنسياً قبل قتله. وأوضحت أن «السفير تم قتله والتمثيل بجثته بطريقة مشابها لما حصل مع القذافي». أما الرواية الرسمية فقد أتت على لسان وكيل وزارة الداخلية في المنطقة الشرقية، ونيس الشارف، الذي أعلن في مؤتمر صحافي عقده أمس في بنغازي أن مؤيدي النظام السابق هاجموا القنصلية في بنغازي بالأسلحة المتوسطة، موضحاً أن الهجوم وقع على مرحلتين، أدّت الأولى إلى مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز، مختنقاً بالدخان، إلى جانب مقتل موظف وجرح آخر. وأشار إلى «وقوع اختراق أمني خطير لم نكن نتوقعه بعد نقل الرعايا الأميركيين وتأمينهم في المرحلة الثانية في مقر قريب من القنصلية»، موضحاً أن «فريقاً خاصاً مسلّحاً حضر إلى مقر القنصلية للاستطلاع وتوجّه بعد ذلك إلى المقر المؤمّن الذي خُصّص للرعايا الأميركيين، وهو ما ترتب عليه قتل اثنين آخرين من الأميركيين وجرح ما بين 12 إلى 14 آخرين». وأشار الشارف الى أن «هناك أناساً من ذوي السوابق والمجرمين أو من الذين يسعون إلى الفتنة ويريدون زعزعة الوضع الأمني، اندسوا وسط المحتجين على الفيلم المسيء للرسول أمام القنصلية الأميركية في بنغازي من أجل تنفيذ أهدافهم». لكنه أكد أن الأحداث تطورت وازداد التوتر في محيط القنصلية، بعد قيام عناصر من حراسات القنصلية الأميركيين بإطلاق النار من داخل القنصلية باتجاه المتظاهرين، الذين قال إن نيّاتهم في البداية كانت إسقاط العلم الأميركي والاحتجاج السلمي من دون أن يقتحموا القنصلية. وأضاف أن إطلاق النار من داخل القنصلية زاد من غضب المتظاهرين، فاقتحموا مبنى القنصلية، ما أدى إلى مقتل أميركيين من موظفي السفارة، مبيّناً أنه إثر ذلك أمر بسحب القوة الأمنية الليبية التي كانت تحرس القنصلية الأميركية في محاولة لحقن دماء الليبيين، وألا يتكرر ما حدث أمام القنصلية الإيطالية في عام 2006. وتابع الشارف أن الاختراق الأمني الخطير الذي حدث في المرة الثانية استغله أزلام النظام، لافتاً الى ورود رسالة تفيد بأن منفّذي الهجوم «محتجون على اعتقال رئيس الاستخبارات السابق عبدالله السنوسي». وأوضح الشارف أنه جرى نقل بقية الرعايا الأميركيين البالغ عددهم 32 شخصاً، إضافة إلى الجثامين الأربعة إلى المطار، وهناك جرى التعرف إلى القتلى، بمن فيهم السفير الأميركي، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية (وال). وحمّل الشارف القنصلية الأميركية جزءاً من المسؤولية عن الهجوم الذي تعرّضت له، لأنها «لم تقم بسحب موظفيها أو تأمين وضعها، رغم التنبيهات التي أُبلغت بها، عن أن هناك أشخاصاً مسلّحين أمامها». بدورها، ذكرت صحيفة «الوطن الليبية» أن «مجموعة من كتيبة أنصار الشريعة في مدينة بنغازي هاجمت مساء الثلاثاء القنصلية الأميركية في المدينة، وأضرمت النار فيها احتجاجاً على عرض فيلم مسيء للرسول. إلا أن كتيبة أنصار الشريعة نفت مسؤوليتها عن الحادث، على لسان المتحدث الرسمي باسمها هاني المنصوري، الذي أوضح أن الكتيبة لم تشارك في ما أطلقت عليه اسم «الهبة الشعبية لنصرة الدين الإسلامي ككيان مستقل». لكن المتحدث باسم الكتيبة شدد على أن الاستهزاء بشريعة الإسلام «ينبغي أن يكون الرد (عليه) حاسماً لا هوادة فيه». وأدانت جماعة الإخوان المسلمين الليبية الحادث، وأعربت عن استنكارها للإساءة إلى شخص النبي محمد بذريعة حرية التعبير. وكانت السلطات الليبية قد وجهت إصبع الاتهام الى أنصار نظام العقيد معمر القذافي السابق وتنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم. وقال رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) محمد المقريف، في مؤتمر صحافي في طرابلس، «ما حدث أمس يتزامن مع 11 أيلول وله مدلول واضح». وقدم المقريف اعتذاراً «للولايات المتحدة والشعب الأميركي» بعد مقتل السفير الاميركي وثلاثة موظفين أميركيين آخرين. كذلك، قدمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية «التعازي والمواساة لحكومة وشعب الولايات المتحدة الأميركية ولأسر ضحايا الاعتداء الجبان الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي»، حسبما ذكرت «وال»." وشددت الوزارة على أن «هذا الاعتداء الجبان لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، ويعدّ مخالفاً تماماً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومناقضاً للمواثيق والأعراف الدولية والدبلوماسية، ومنافياً لحق التعبير والتظاهر بالوسائل السلمية». المستقبل: من جهتها صحيفة المستقبل تناولت الازمة السورية وزيارة الابراهيمي الى دمشق كما أضاءت على مقتل السفير الأميركي و3 ديبلوماسيين في قنصلية بنغازي .
الابراهيمي في دمشق اليوم والعاهل الأردني يخشى تفكك سوريا
اعلن أن الموفد الدولي والعربي الخاص الاخضر الابراهيمي سيزور دمشق اليوم على أن يلتقي الرئيس بشار الاسد غدا، فيما حذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني من احتمال تفكك سوريا مع ارتفاع وتيرة العنف الطائفي فيها. وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي للصحافيين، في ختام اجتماع بين الابراهيمي والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة في القاهرة، ان الابراهيمي "سيكون في دمشق الخميس وسيلتقي الاسد الجمعة". اضاف ان الابراهيمي يعتزم مقابلة "المسؤولين السوريين والاطراف المعارضة الاخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته". واكد ان "بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي". وقال بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية إن الإبراهيمي عقد في مقر الجامعة اجتماع ضم كلاً من رئيس وزراء قطر وزير الخارجية ورئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا الشيخ حمد بن جاسم بن جبر والإبراهيمي والأمين العام للجامعة نبيل العربي للتشاور حول مستجدات الوضع السوري ومهمة المبعوث الأممي. وأفاد البيان بأن هذا الاجتماع الثلاثي تناول مختلف الجوانب المتعلقة بمهمة الإبراهيمي ومستجدات الأوضاع المتدهورة في سوريا، حيث عبر المبعوث الخاص عن إدراكه التام لخطورة الوضع القائم وأهمية العمل من أجل وقف نزف الدماء والتدهور الخطير للأوضاع الإنسانية والمعاناة القاسية للشعب السوري. وشدد على أهمية التواصل إلى معالجة سياسية صحيحة وسريعة للأزمة السورية حتى لايزداد الوضع سوءا والمخاطر تصاعدا مهددة ليس فقط للداخل السوري وإنما الجوار القريب والبعيد لسوريا. وفي عمان، حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اأمس في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" من احتمال تفكك سوريا مع ارتفاع وتيرة العنف الطائفي فيها، ما قد يقود الى تمدد الصراع الى دول مجاورة. ودعا الى ايجاد "صيغة لعملية انتقال سياسية من شأنها ان تجعل جميع مكونات المجتمع السوري، بمن فيهم العلويون، يشعرون بأن لهم نصيبا ودورا في مستقبل البلاد". ورأى ان المسألة "لا تتعلق بفرد بل بنظام. فماذا سيستفيد الشعب السوري اذا غادر الرئيس بشار غدا وبقي النظام؟". في غضون ذلك، استبعد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند من جديد امس تدخلا عسكريا غربيا في سوريا في ظل عدم وجود موافقة من روسيا والصين. وقال الوزير في مؤتمر صحافي في الدوحة التي يزورها حاليا "طالما ان هناك قوتين عظميين تعارضان بفاعلية اي تدخل في سوريا فان الدول الغربية لا تستطيع طرح هذا الامر"، في اشارة الى روسيا والصين. ومن جنيف اعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الامم المتحدة (الاونروا) ان نصف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا البالغ عددهم 500 الف شخص يحتاجون الى مساعدة. وقال مدير الوكالة فيليبو غراندي في مؤتمر صحافي من جنيف "نقدر ان نحو نصف الفلسطينيين في سوريا يحتاجون الى مساعدة اضافية"، اي الى "الغذاء والمال".
أوباما يدين "الهجوم المشين" ويرسل تعزيزات عسكرية وطرابلس تتهم معرقلي الديموقراطية مقتل السفير الأميركي و3 ديبلوماسيين في قنصلية بنغازي دان الرئيس الاميركي باراك أوباما "الهجوم المشين" الذي استهدف القنصلية الاميركية في بنغازي، وأدى الى مقتل 4 ديبلوماسيين بينهم السفير كريس ستيفنز اضافة الى اصابة خمسة أميركيين آخرين، متعهداً في الوقت نفسه بزيادة الحماية في المواقع الديبلوماسية الأميركية في انحاء العالم، والعمل لايجاد الجناة وتقديمهم إلى العدالة في أقرب وقت بالتعاون مع السلطات الليبية التي وجهت اصبع الاتهام للساعين إلى عرقلة التجربة الديموقراطية في ليبيا، مشيرة الى ان تزامنه مع ذكرى هجمات 11 ايلول له دلالة واضحة. وجاءت هذه الأحداث بعد الكشف عن فيلم "براءة المسلمين" الذي يسيء الى الرسول، أخرجه اسرائيلي اميركي، يصور المسلمين على انهم عديمو الاخلاق وعنيفون. كما جاءت بعد ساعات من مهاجمة السفارة الاميركية في القاهرة أيضاً احتجاجا على الفيلم نفسه. وذكرت شبكة "سي أن أن" مساء أمس أن الولايات المتحدة أرسلت تعزيزات بحرية إلى ليبيا وهي في طريقها الآن إلى هناك، كما أكد مسؤول اميركي أن طائرات استطلاع يتوقع أن تنضم إلى مطاردة الجهاديين الذين قد يكونوا مرتبطين بالهجوم، موضحاً أن الطائرات يتوقع أن تجمع معلومات استخباراتية من شأنها أن تسلّم للمسؤولين الليبيين لتوجيه ضربات جوية. وقال اوباما في بيان نشره البيت الابيض: "ادين بشدة الهجوم المشين على البعثة الديبلوماسية في بنغازي.. لقد أوعزت الى ادارتي بتوفير جميع الموارد الضرورية لدعم امن موظفينا في ليبيا وزيادة الامن في مواقعنا الديبلوماسية في انحاء العالم". واصدر اوباما امرا بتنكيس الاعلام الاميركية على المباني العامة حتى الاحد المقبل بحسب مرسوم اصدره البيت الابيض أمس. وقال الرئيس الاميركي: "احتراما لذكرى جون كريستوفر ستيفنز، سفيرنا في ليبيا، واعضاء القنصلية الذين قتلوا في الهجوم على بعثتنا الدبلوماسية في بنغازي (...) امرت بتنكيس اعلام الولايات المتحدة على البيت الابيض وجميع المباني العامة" حتى مساء 16 ايلول الجاري. ودانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس الهجوم وقالت انه من عمل "مجموعة صغيرة وهمجية" لكن العلاقات الاميركية الليبية لن تتأثر. اضافت "اسأل نفسي كيف يمكن ان يحدث هذا؟ كيف يمكن ان يحدث هذا في بلد ساعدناه على التحرر. في مدينة ساعدنا على انقاذها من الدمار؟". وقال رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف في مؤتمر صحافي في طرابلس "هذا العمل الاجرامي تزامن مع عدة محاولات يقف وراءها من يسعون إلى عرقلة التجربة الديموقراطية في بلادنا ومحاولة الحيلولة دون اداء المؤتمر الوطني العام والحكومة لدورهما الحقيقي..هذا الفعل الجبان يأتي كحلقة من حلقات الشر والتآمر على ثورة 17 شباط المباركة وامن واستقرار البلاد"، مشيرا الى ان تزامنه مع ذكرى هجمات 11 ايلول له دلالة واضحة. أضاف المقريف، وهو رئيس اعلى سلطة سياسية في ليبيا: "نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الاميركي ولكل العالم عما حدث ونحن والحكومة الاميركية نقف في صف واحد في مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة". وقال شهود ان السفير قتل عندما هاجم اسلاميون غاضبون مبنى القنصلية بالقذائف الصاروخية قبل ان يدخلوا المبنى وينهبوه ويضرموا النار فيه. واعتبر نائب وزير الداخلية الليبي ونيس الشارف ان الوضع تدهور عندما اطلق الحراس الاميركيون النار على المتظاهرين. وقال: "ان اناسا من ذوي السوابق والمجرمين او من الذين يسعون الى الفتنة ويريدون زعزعة الوضع الامني اندسوا وسط المحتجين بشأن الفيلم المسيء للرسول" امام القنصلية الاميركية في بنغازي. أضاف: "ان الاحداث تطورت وازداد التوتر في محيط القنصلية بعد قيام عناصر من حراسات القنصلية الاميركيين باطلاق النار من داخل القنصلية باتجاه المتظاهرين". وتظهر صورة ستيفنز وهو مصاب بينما تحاول مجموعة من الليبيين مساعدته داخل مبنى القنصلية. وقال مسؤول اميركي انه وفق الحصيلة الاولى للحكومة فان 5 مدنيين اميركيين على الاقل اصيبوا في الهجوم، واضاف هذا المسؤول ان "نحو خمسة او ستة اشخاص اصيبوا بجروح". وقال مساعد مندوب ليبيا الدائم في الامم المتحدة ابراهيم دباشي ان الهجوم على القنصلية الاميركية اوقع نحو عشر ضحايا بين قتيل وجريح في صفوف عناصر قوات الامن الليبية الذين كانوا يقومون بحراسة المبنى. وعبر المؤتمر العام اعلى سلطة سياسية في ليبيا، في بيان عن تنديده باشد العبارات بالهجوم "الاجرامي". وبحسب الناطق باسم اللجنة الامنية العليا في وزارة الداخلية الليبية عبد المؤمن الحر، فان قذائف صاروخية من نوع ار بي جي اطلقت على القنصلية. وأفاد شهود بأن متظاهرين ازالوا العلم الاميركي وأضرموا النار في القنصلية وان صدامات جرت بين قوات الامن ومسلحين وان الطرق الموصلة الى القنصلية تم اغلاقها. وقال عمر احد سكان بنغازي "هاجم عشرات المتظاهرين القنصلية واضرموا النار فيها". وذكر شاهد آخر ان سلفيين كانوا بين المهاجمين، مشيرا الى حدوث اعمال نهب وتخريب. وبنغازي تعتبر احد معاقل الاسلاميين المتطرفين وهي ثاني كبرى مدن ليبيا. وكانت شهدت في الاشهر الاخيرة موجة من اعمال العنف شملت بالخصوص هجومات على غربيين واغتيالات لضباط في الجيش او الامن. وتواجه السلطات الليبية التي تجاوزها تصاعد العنف وانتشار الاسلحة منذ الاطاحة بالقذافي في تشرين الاول 2011، تنامي تأثير التيار السلفي. وجاءت هذه الأحداث بعد الكشف عن فيلم "براءة المسلمين"، الذي اخرجه وانتجه الاسرائيلي ـ الاميركي سام باسيل (54 عاما) الذي يتحدر من جنوب كاليفورنيا، ويدير شركات عقارية ويصف الاسلام بـ"دين كراهية". وذكرت وكالة "اسوشييتد برس" ان باسيل الذي تحدث اليها عبر الهاتف من مكان سري، قد اختفى عن الانظار، اذ قال: "هذا فيلم سياسي. خسرت الولايات المتحدة الكثير من المال والارواح في حروب في العراق وافغانستان لكننا نحارب بالافكار". ونقلت الوكالة عن باسيل قوله ان الفيلم كلف 5 ملايين دولار جاء بعض منها عبر تمويل من اكثر من مئة يهودي، ولقي دعم القس الاميركي تيري جونس الذي كان اقدم على حرق نسخ من القرآن الكريم في نيسان. كوان رئيس الاركان الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي تحدث مع القس تيري جونز هاتفيا امس وطلب منه سحب تأييده للفيلم. وقال الكولونيل ديف لابان الناطق باسم ديمبسي "في المكالمة القصيرة عبر الجنرال ديمبسي عن مخاوفه بشأن طبيعة الفيلم والتوترات التي سيثيرها والعنف الذي سيسببه." اضاف انه "طلب من السيد جونز النظر في سحب تأييده للفيلم". ويخشى المسؤولون العسكريون الاميركيون ان يثير الفيلم التوتر في افغانستان بعد ان دعت حركة "طالبان" في وقت سابق امس الافغان الى الاستعداد للانتقام من الجنود الاميركيين بشأن الفيلم. الى ذلك، توالت ردود الفعل الدولية على الهجوم فقد اصدر مجلس الامن بيانا دان فيه بـ"اشد التعابير حزما" الهجوم على القنصلية، وانزال متظاهرين العلم الاميركي عن السفارة الاميركية في القاهرة. واعتبر اعضاء مجلس الامن الـ15 ان هذه الاعمال "غير مبررة مهما كانت دوافعها ومرتكبيها". وقال جفري فلتمان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية امام مجلس الامن الدولي "ندين باشد العبارات" هجوم بنغازي، مضيفا ان عملية القتل "تزيد التأكيد على التحديات الامنية التي تواجه السلطات في ليبيا". بدوره دان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن بشدة الاعتداء، وقال في بيان "لا يمكن تبرير هذا العنف. واقدم تعازي الى عائلات وذوي الذين قتلوا، واتوجه بأفكاري الى المصابين"، مؤكدا "ارحب بالادانة والتعازي (التي عبر عنها) رئيس (المؤتمر الوطني العام) الليبي وتعهده بأن تتعاون حكومته تعاونا تاما. ومن المهم ان تستمر ليبيا الجديدة في التقدم نحو مستقبل سلمي وآمن وديموقراطي". ودان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الهجوم في برقية الى هيلاري كلينتون قال فيها "ندين بشدة هذه الجريمة التي تظهر مرة اخرى ضرورة ان تبذل جهود مشتركة من جانب بلدينا وكل المجتمع الدولي في مكافحة شر الارهاب تحت كل اشكاله". وبالمثل، دان حلفاء الولايات المتحدة الاوروبيون بدءا بباريس ولندن وكذلك المانيا وايطاليا وكندا هذا الهجوم. وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز في ختام مناقشة حول "حالة الاتحاد" في البرلمان الاوروبي بأن السفير والموظفين الاميركيين وجدوا في ليبيا "لمساعدة البلاد على ان تستعيد السلام والاستقرار والازدهار"، طالبا من السلطات الليبية "القيام بكل ما في وسعها للقبض على منفذي هذه الجريمة ومحاكمتهم". ودعت فرنسا السلطات الليبية الى "التحرك" و"اعتقال قتلة" السفير الاميركي. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "لقد تحركنا لادانة هذه الاعمال الشائنة ولنطلب من السلطات الليبية القيام بكل ما في وسعها لاعتقال القتلة ولئلا تسمح بحصول هذه التجاوزات المقيتة". واعربت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون عن "صدمتها العميقة" جراء الهجوم، ودعت "ليبيا الى الاسراع في اتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية جميع الدبلوماسيين والموظفين الاجانب الذين يعملون في ليبيا" والى السعي الحثيث "لاحالة المسؤولين عن هذه الاغتيالات على القضاء". ودان رئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي بـ"اقسى درجات الحزم" الهجوم "الوحشي" على القنصلية الاميركية في بنغازي، قائلا انه يقف "الى جانب السلطات في ليبيا الجديدة الديموقراطية". ومن القاهرة، دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم "الوحشي وغير المعقول" على القنصلية الاميركية في بنغازي. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد ان كندا تدين الهجوم "غير المعقول" على القنصلية الاميركية، وطلب من الحكومة الليبية "اتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية البعثات الديبلوماسية عملا بالتزاماتها الدولية" و"الحرص على الاسراع في احالة المسؤولين المتطرفين على القضاء". ودان الفاتيكان "الاهانات والاستفزازات" لمشاعر المسلمين وكذلك اعمال العنف الناتجة عنها. وقال فدريكو لومباردي الناطق باسم الفاتيكان ان "التبعات الخطيرة للاهانات والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المؤمنين المسلمين تظهر مرة جديدة بوضوح في هذه الايام". واتجهت الادانة في الدول الاسلامية الى فيلم "براءة المسلمين" الذي اثار غضب المسلمين وكان وراء التظاهرات. ففي القاهرة، قالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية ان الرئيس المصري محمد مرسي طلب من السفارة المصرية في واشنطن اتخاذ الاجراءات القانونية في الولايات المتحدة ضد صانعي الفيلم، كما طلب من السفارة اتخاذ "كل الاجراءات القانونية" من دون ان تقدم مزيدا من التفاصيل بشأن طبيعة هذه الاجراءات. ودان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الفيلم المسيء للنبي محمد معتبرا انه "في منتهى التدني الاخلاقي" ولكنه دعا الى "ضبط النفس". وندَّد الجامع الأزهر بالإساءات المتكررة إلى الإسلام ورموزه، وذلك بعد عرض مقتطفات من فيلم. وقالت "هيئة كبار العلماء" بالأزهر في بيان "إن مصدر الإساءات للإسلام ليسوا هم الناس العاديون سواء في الغرب أو الشرق، وإنما المصدر هي مؤسسات الهيمنة الاستعمارية، التي يجاهدها الإسلام لكسر شوكة هيمنتها واستعمارها واستغلالها في كثير من بلاد العالم الإسلامي"، وأضافت "ان مع هذه المؤسسات السياسية الصهيونية، وأجهزة الإعلام التي ترتزق من الكذب وصناعة الصور الزائفة عن الرموز والمقدسات الإسلامية". ونددت الجزائر بالتصرف "غير المسؤول" لمنتجي الفيلم الذي "يسىء للاسلام ونبيه"، واعتبرت المساس بالمقدسات يستدعي "السخط والادانة لان هذه الاستفزازات هدفها تأجيج الكراهية والتوتر وتقويض الجهود في اطار الحوار بين الحضارات والاديان". وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست فان "جمهورية ايران الاسلامية تدين بشدة اهانة الاسلام وتتعاطف مع الامة الاسلامية (...) الجريحة". واضاف ان "السكوت الممنهج والمستمر للحكومة الاميركية على هذا النوع من الافعال المشينة (...) هو السبب الرئيسي لاستمرار هذه الافعال (..) الحكومة الاميركية عليها مسؤولية وقف هذا الاتجاه الخطير". ووصفت الرئاسة الافغانية الفليم بانه "لا انساني ومهين"، واعلنت الحكومة الافغانية حجب موقع يوتيوب على الانترنت لمنع مشاهدة الفيلم لكن متحدثا باسم وزارة الثقافة نفى ذلك. ودانت باكستان بشدة "بث فيلم تشهيري يتضمن افتراءات على الشخصية الكريمة للنبي محمد" في الولايات المتحدة. ودان الفاتيكان "اهانة واستفزاز" مشاعر المسلمين عبر الشريط، وكذلك اعمال العنف الناتجة عنها. ونددت اسرائيل الاربعاء بالفيلم المسيء للاسلام، مؤكدة ان لا علاقة لها به ولا بمخرجه سام بازيل الذي قيل انه اميركي ـ اسرائيلي، وافيد انه توارى عن الانظار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمور لوكالة فرانس برس "ليست لنا اي علاقة به، اسرائيل لا علاقة لها بهذا الموضوع"، واصفا الفيلم بانه "تعصب لا يطاق". ونظمت تظاهرات احتجاج جديدة ضمت بضع مئات امس امام بعض السفارات والبعثات الاميركية في كل من القاهرة وتونس والخرطوم والدار البيضاء، كما تظاهر المئات في غزة احتجاجا على الفيلم. وفي الاردن، استنكرت جماعة الاخوان المسلمين الفيلم ودعت الى "تحرك رسمي وشعبي اسلامي" والى "مقاطعة السلع والبضائع الاميركية". اللواء: بدورها صحيفة اللواء تحدثت في الشأن السوري عن زيارة الابراهيمي الى سوريا وتناولت أيضاً هجوم بنغازي ومقتل السفير الأميركي و٣ مرافقين على أيدي محتجين على الفيلم الاميركي المسيء للنبي (ص).
الإبراهيمي في دمشق اليوم ويلتقي الأسد غداً واجتماع بالقاهرة وضع تصوّراً لمهمّته وكتبت تقول "يزور الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم سوريا حيث سيلتقي غداً الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب ما قال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي. وأدلى العزاوي بهذا التصريح عقب اجتماع عُقِدَ يوم أمس في مقر الجامعة العربية في القاهرة بين الابراهيمي والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة. وقال العزاوي بأنّ الابراهيمي ابلغ المندوبين الدائمين خلال الاجتماع بأنّه «سيكون في دمشق الخميس وسيلتقي الاسد الجمعة». وأضاف: «يعتزم الابراهيمي مقابلة المسؤوليين السوريين والاطراف المعارضة الاخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته». وأكد أنّ «بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي». وتابع العزاوي: «يسعى العراق الى حل سلمي في الازمة السورية كونها تؤثر عليه بصورة مباشرة وسوف تنتقل تداعياتها الى الداخل العراقي لذلك نصر نحن على الحل السلمي وعدم الدخول في حرب تؤثر علينا بشكل مباشر». وفي الوقت الذي تلقّى الابراهيمي هذا الدعم والمساندة العربية والدولية، لم تخف مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة وجود شكوك في نجاح مهمته، وأعربت عن مخاوفها من أن تلقى نفس مصير مهمة سلفه كوفي أنان الذي استقال احتجاجا على عدم التعاون معه والانقسام الدولي وعجز مجلس الأمن في الاضطلاع بمهمته تجاه هذه الأزمة. ورأت أنّ الموقف السوري وكذا الأطراف الدولية والاقليمية الداعمة لنظام حكم الأسد لم يظهر أي استعداد للتعاون مع الموقف العربي والدولي الساعي الى ايجاد حل سياسي للأزمة، كما إنّ المعارضة السورية والشعب لن يقبلا بأي حل ما لم ينص على تنحّي الأسد عن الحكم وتغيير نظام الحكم. وأكدت الجامعة العربية في بيان ان الابراهيمي عقد ايضا اجتماعا يوم أمس مع امينها العام نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي يترأس اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا. وأكد البيان ان «هذا الاجتماع الثلاثي جاء في اطار متابعة المشاورات لبلورة تصور لمهمة» الابراهيمي، من دون مزيد من التفاصيل. وعلمت «اللواء» بأنّ الاجتماع تناول أبعاد مهمة الإبراهيمي والتصوّر الجديد الذي ستنطلق منه هذه المهمة في ظل المستجدات والتطورات، التي تشهدها الأزمة السورية حاليا، كما عقد اجتماع تشاوري للمندوبين الدائمين لدى الجامعة بحضور العربي والإبراهيمي لإطلاعهم على ما تم بحثه خلال الاجتماع الثلاثي. وكان الابراهيمي قد أكد الاثنين في بداية زيارته للقاهرة انه يدرك ان مهمته «صعبة جدا»، مشددا على انه سيسعى الى بذل قصارى جهده من اجل حل سلمي يخدم الشعب السوري. صدمة في الغرب وإدانات دولية واسعة... طرابلس تعتذر... وأوباما يتوعّد القتلة هجوم بنغازي: مقتل السفير الأميركي و٣ مرافقين بأيدي محتجين اقتحموا القنصلية
لقي السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز مصرعه، ليلة أمس، مع ثلاثة أميركيين عاملين بقنصلية الولايات المتحدة في مدينة بنغازي نتيجة هجوم صاروخي شنته جماعة مجهولة بدعوى الانتصار للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مقابل الفيلم المسيء له - عليه الصلاة والسلام - الذي تم إنتاجه وعرضه في الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي أدانت فيه السلطات الليبية الهجوم والفيلم، سارع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التنديد بما حصل متوعداً القتلة بالمحاكمة - عبر التعاون مع طرابلس لجلبهم أمام القضاء - معلناً تشديد الإجراءات الأمنية للبعثات الأميركية الدبلوماسية في شتى أنحاء العالم وواعداً بتأمين كل اللازم لذلك، وبدورها هاجمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الفاعلين ووصفتهم بأنهم «مجموعة متوحشة ... صغيرة» لكنها أكدت أن بلادها لا تدير ظهرها لليبيا في سعيها لبناء مستقبل جديد. الهجوم وعن تفاصيل الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي برفقة ثلاثة من مرافقيه، قال وكيل وزارة الداخلية في شرقي ليبيا ونيس الشارف للجزيرة نت إن إطلاق رصاص من داخل القنصلية أثار مشاعر المسلحين، وأدى إلى اقتحام القنصلية، وأوضح أنه «في ظل الفوضى وسرقة مقر القنصلية تسلل أزلام العقيد الراحل معمر القذافي إلى المبنى». وأوضح أنه مع الساعة الخامسة فجراً بالتوقيت المحلي، هبطت في مطار بنغازي طائرة خاصة كانت تحمل شخصيات أميركية يعتقد أنها أمنية لنقل العاملين بالقنصلية إلى طرابلس، وبعد اقترابهم من مقر إقامة موظفي السفارة انهالت عليهم قذائف «آر بي جي» وزخات الرصاص من جميع الجهات، وهو ما تسبب في مقتل اثنين من القنصلية. لكن مدير المركز الطبي في بنغازي فتحي الجهاني أكد للجزيرة نت أن السفير ستيفنز وصل شبه ميت عند الساعة الثانية ليلاً، ولم تنجح جميع محاولات الفريق الطبي لإنقاذه بسبب «اختناقه بغازات ناجمة عن حريق». وقال إن الأمن الوقائي الليبي وأفراداً أميركيين قاموا صباح أمس بنقل الجثث الموجودة في ثلاجة المستشفى إلى مكان آخر، مؤكداً أن المترجم الليبي العامل مع القنصلية تعرف على جثة السفير. وجاء في بيان لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان شون سميث وهو مسؤول لإدارة المعلومات في الخارجية الأميركية كان بين الدبلوماسيين الذين قتلوا. وحجب اسم الدبلوماسيين الآخرين إلى حين إخطار ذويهما. من جهتها، ذكرت مصادر وكالة الصحافة الفرنسية ان «السفير الأميركي في ليبيا تم اغتصابه جنسياً قبل قتله من قبل المسلحين الذين اقتحموا مبنى السفارة ببنغازي ليل امس احتجاجاً على فيلم مسيء للنبي محمد (ص)»، واوضحت المصادر بأن «السفير تم قتله والتمثيل بجثته بطريقة مشابهة لما حصل مع القذافي قبيل قتله». وستيفنز دبلوماسي مخضرم عمل في الخارجية الأميركية 21 عاما وكان من أول المسؤولين الأميركيين الذين وصلوا إلى بنغازي خلال الانتفاضة الليبية ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وأعلن ابراهيم الدباشي نائب المندوب الليبي في الأمم المتحدة يوم أمس اثناء اجتماع مجلس الأمن الدولي المكرّس لحادث الاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي، ان 10 من رجال الأمن الليبي، أو ربما أقل، قتلوا في هذا الهجوم بالاضافة إلى وقوع اصابات. وكشف الدبلوماسي أن بعضهم قتل في أول بداية الهجوم على القنصلية. وجدّد الدباشي إدانة السلطات الليبية للحادث، وأكد عزم السلطات على إحالة المسؤولين عن الهجوم الى العدالة، موضحاً أن هذا الاعتداء لا يخدم مصالح ليبيا إطلاقاً. أوباما ويوم أمس، تعهد أوباما بالعمل مع ليبيا على تقديم المهاجمين الذين قتلوا السفير الأميركي ودبلوماسيين آخرين في ليبيا إلى العدالة، وقال ان الحادث لن يؤثر على العلاقات الأميركية - الليبية. واضاف متحدثاً في حديقة البيت الأبيض، ومعه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «لا يخطئن أحد الظن. سنعمل مع الحكومة الليبية على تقديم القتلة الذين هاجموا أبناء وطننا إلى العدالة». وتابع الرئيس الأميركي «طلبت من إدارتي توفير كل الموارد اللازمة لتعزيز أمن موظفينا في ليبيا وتشديد الأمن في البعثات الدبلوماسية في شتى أنحاء العالم». وأضاف أوباما «أدين بقوة الهجوم الشائن على منشآتنا الدبلوماسية في بنغازي الذي أضاع أرواح أربعة أميركيين من بينهم السفير كريس ستيفنز». وقال «الآن يتذكر الشعب الأميركي أسر من فقدناهم في صلواته. انهم يجسدون التزام أميركا بالحرية والعدل والشراكة مع دول وشعوب العالم في تناقض واضح مع من أجهزوا على أرواحهم بكل قسوة». وأضاف أوباما «ترفض الإدارة الأميركية الإساءة إلى المعتقدات الدينية للآخرين، لكننا نعارض بشكل واضح هذا النوع من العنف الأهوج الذي أضاع أرواح موظفي الدولة هؤلاء». في المقابل، استغل المرشح الجمهوري ميت رومني الظرف الانتخابي وانتقد ردة فعل أوباما قائلا «إنه لشيء مخز أن أول رد فعل لإدارة أوباما لم يكن إدانة الهجمات على بعثاتنا الدبلوماسية، بل التعاطف مع أولئك الذين شنوا الهجمات». وقد قوبل بيان رومني بانتقاد شديد من قبل حملة أوباما، إذ قال بن لابوت، المتحدث باسم حملة المرشح الديمقراطي: «نشعر بصدمة أنه في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة الأميركية مأساة وفاة أحد موظفينا الدبلوماسيين في ليبيا فإن رومني اختار شن هجوم سياسي». وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس ان واشنطن سترسل فريقاً لمكافحة الارهاب من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) الى ليبيا لتعزيز الحماية. كلينتون من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان «هذا الهجوم نفذته حفنة متوحشة صغيرة، وليس الشعب أو الحكومة في ليبيا». وتابعت «إنني أدين بأشد العبارات الهجوم على بعثتنا الدبلوماسية في بنغازي اليوم ... وفيما نعمل من أجل تأمين موظفينا ومرافقنا، تأكد لنا أن أحد موظفي وزارة الخارجية قد قُتل. إن قلوبنا تمزقت لهذه الخسارة الفادحة، وإن أفكارنا وصلواتنا ودعواتنا مع أسرته ومع الذين عانوا خلال هذا الهجوم». وأضافت كلينتون «لقد حاول البعض تبرير هذا السلوك الوحشي الآثم بأنه رد فعل على مواد مؤججة للمشاعر نُشرت على الإنترنت. إن الولايات المتحدة تستنكر أي محاولة متعمدة للإساءة إلى المعتقدات الدينية للآخرين، وإن التزامنا بالتسامح الديني يعود بجذوره إلى بداية نشأة أمتنا. لكن اسمحوا لي أن أكون في غاية الوضوح.. لا يوجد على الإطلاق أي مبرر للأفعال العنيفة من هذا النوع». وكشفت أنها أجرت اتصالاً هاتفياً بالرئيس الليبي، محمد المقريف، من أجل تنسيق دعم إضافي لحماية الأميركيين في ليبيا، منوهة بأن «الرئيس الليبي قد أعرب عن إدانته وتعازيه، وتعهد بالتعاون الكامل من جانب حكومته». وقالت ان «الصداقة بين بلدينا التي ولدت في الكفاح المشترك لن تصبح ضحية أخرى لهذا الهجوم». واختتمت بقولها، إنه «وعلى ضوء أحداث اليوم، فإن حكومة الولايات المتحدة تعمل مع الدول الشريكة في جميع أنحاء العالم لحماية موظفينا، وبعثاتنا، والمواطنين الأميركيين في العالم كله». وقدم رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف الأربعاء اعتذاراً «للولايات المتحدة والشعب الأميركي» بعد مقتل السفير الأميركي في طرابلس وثلاثة موظفين أميركيين آخرين في هجوم استهدف مساء الثلاثاء القنصلية الأميركية ببنغازي (شرق). وقال المقريف، رئيس اعلى سلطة سياسية في ليبيا، في مؤتمر صحافي «نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الأميركي ولكل العالم عما حدث، ونحن والحكومة الأميركية نقف في صف واحد في مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة»، واصفاً الهجوم على القنصلية بـ «الجبان» و«القذر». مجلس الأمن وأدان اعضاء مجلس الأمن الدولي في اجتماعهم، أمس، الهجوم على القنصلية الأميركية، وقال جيفري فيلتمان نائب الامين العام للأمم المتحدة ان «أعمال العنف التي وقعت في بنغازي ليس لها ما يبررها، نحن ندين هذه الجريمة ونقدم تعازينا إلى أقرباء الضحايا». وأشار فيلتمان إلى أن ذلك يعد احد التحديات، وهو ليس الوحيد، التي تمثل امام الحكومة الليبية والليبيين في مجال الأمن. واضاف ان «كل ذلك نجم عن تداول الأسلحة في ليبيا الذي لا تسيطر عليه الحكومة». وتناول قضية انتشار الاسلحة في ليبيا أيضاً، تقرير بان كي مون الامين العام للامم المتحدة، والذي قُـدّم الى المشاركين في الاجتماع. وقد جاء في التقرير ان «ما يثير القلق الأكبر هو الذخيرة المتبقية لدى الألوية وبعض المشاركين السابقين في الأعمال القتالية، والخطر الذي تشكله هذه الذخيرة على المجتمع الليبي». واشار بان كي مون في تقريره الى ان «مختلف المصالح القبائلية والمحلية والاجرامية من المحتمل ان تبقى قائمة، وسيكون هناك تنافس على السلطة السياسية والاقتصادية، بينما يظل باقيا الخطر الناجم عن انتشار كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة الذي قد يؤدي الى فقدان المجتمع الشعور بالأمن والامان وثقته بقدرة قوات الأمن على حفظ النظام». من جانبه، عبّر بيتر فيتيغ المندوب الالماني الدائم في الامم المتحدة الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي حالياً، نيابة عن المجلس، عن إدانة الهجوم على القنصلية الأميركية. إدانات ومن جانبه، أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند «بشدة» قتل السفير الأميركي، ووصف الهجوم الصاروخي على سيارته في بنغازي بأنه جريمة «شنعاء». ودعا هولاند السلطات الليبية إلى بذل كل ما في وسعها للعثور على مرتكبي الهجوم وتقديمهم للعدالة. وفي تعليق بريطانيا على الهجوم، قال وزير الدفاع فيليب هاموند إن الدول الغربية مطالبة بمراجعة الإجراءات الأمنية لدبلوماسييها في ليبيا، وشدد الوزير (في حديث للجزيرة) على ضرورة إعادة بناء المؤسسات الأمنية في ليبيا ودعمها من قبل الدول العربية. بدوره، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، واعتبر أن «مثل هذا العنف لا يمكن أن يكون مبرراً». القاهرة في هذا الوقت، خيّم الهدوء على محيط السفارة الأميركية بمنطقة غاردن سيتي في القاهرة مع الساعات الأولى من فجر أمس، بعد ليلة عاصفة، احتجاجاً على عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وقال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل انه لا يجب تحميل الحكومة الأميركية المسؤولية عن الفيلم، مطالباً في نفس الوقت الإدارة الأميركية باتخاذ موقف حازم من منتجيه في اطار المواثيق الدولية التي تجرم الأفعال التي من شأنها إثارة الفتن على أساس العرق أو اللون أو الدين، مناشداً «شعب مصر أن يلتزم في التعبير عن الغضب بضبط النفس». إلى ذلك، أفادت وكالة انباء «الشرق الأوسط» المصرية أمس باعتقال السلطات أربعة اشخاص بسبب اقتحام السفارة الأميركية في القاهرة أمس الأول. وقالت «الشرق الأوسط» ان الأشخاص الأربعة أحيلوا إلى النيابة، وان قوات الأمن ما زالت تبحث عن آخرين تسلقوا اسوار السفارة. ومزق بعض من دخلوا مجمع السفارة بطريقة غير مشروعة العلم الأميركي. من جانبها، دعت جماعة الإخوان في مصر، على موقعها الالكتروني، إلى مظاهرات سلمية في أنحاء البلاد غداً الجمعة، استنكاراً للفيلم، وطالبت كل القوى الوطنية المصرية بالمشاركة فيها. تونس وفي مكان آخر، أطلقت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية في الهواء، أمس، لتفريق متظاهرين قرب السفارة الأميركية في العاصمة تونس. وألقى حوالي 200 متظاهر، كثيرون منهم ملتحون، الحجارة على الشرطة وأحرقوا أعلاماً أميركية وهتفوا بشعارات تمجّد الإسلام والنبي محمد. وأبعدت الشرطة المحتجين في حين تولى جنود من الجيش حراسة مبنى السفارة. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. أفغانستان - إيران من جانبها، أغلقت السلطات الأفغانية بوابة يوتيوب الإلكترونية التي تم عليها نشر الفيلم، وصرح المدير العام لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الاتصالات الأفغانية قائلاً: «تلقينا أوامر بإغلاق اليوتيوب لمنع وصول المستخدمين الأفغان إليه إلى أن يتم حذف مقاطع الفيديو». من جهته، وصف القس فيديريكو لومباردي السكرتير الصحفي للفاتيكان، الفيلم بأنه «استفزاز لمشاعر المسلمين»، مشيراً من جهة أخرى إلى أن استخدام العنف في الرد على هذا الفيلم هو أمر غير مقبول. كما وصف رامين ميهمانباراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنتاج الفيلم « بالتصرف الأرعن المقزز». وصرح بأن المسؤولية عن تلافي وقوع مثل هذه الأحداث تقع على عاتق السلطات الأميركية."
|
No hay comentarios:
Publicar un comentario