أكد الرئيس السوري بشار الاسد أن السوريين اليوم أكثر تمسكا بالدفاع عن وطنهم من قبل بكثير، لافتا إلى أن العمليات الإرهابية ومنها التي تأتي بتمويل وتحريض من الخارج هدفها إيصال السوريين إلى اليأس الكامل ولكنها كانت تعطي تأثيرات معاكسة. وقال الرئيس الأسد إن معظم تصريحات المسؤولين الأمريكيين في معظم الإدارات هي تصريحات لا تحمل الحد الأدنى من المصداقية ومنذ بداية الأزمة في سورية بنيت السياسة الأمريكية على الأكاذيب سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون وأنا باعتقادي أنهم كانوا يعرفون بمعظم الاكاذيب ولكن ازدادت كثافة هذه الادعاءات والأكاذيب وساهمت الإدارة مباشرة بالتزوير بعد طرح موضوع استخدام الكيميائي في سورية في 21 آب الماضي ولم تقدم هذه الإدارة أي أدلة على ادعاءاتها ما يعني عمليا أنها كانت تكذب على الشعب الأمريكي. وفي مقابلة مع شبكة تيليسور الفنزويلية، قال الرئيس السوري انه لا يستبعد تدخلا مسلحا اميركيا ضد بلاده بالرغم من المناقشات الجارية بشأن تفكيك اسلحته الكيميائية. وعلق الرئيس الاسد على التهديد الاميركي بضرب سوريا، قائلاً "لو عدت للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة ولسياسة الولايات المتحدة، على الأقل في النصف الأول من الخمسينيات، فهي سياسة تنتقل من عدوان إلى آخر بدءا بكوريا مرورا بفيتنام إلى لبنان إلى الصومال إلى أفغانستان إلى العراق". واضاف "هذه هي السياسة الأميركية التي نراها حاليا وهي نفسها التي كانت موجودة منذ عقود، ولا أرى أن هناك سببا رئيسيا الآن ليجعلها تتغير، هذا يعني أن احتمالات العدوان دائما قائمة". وحول الاتفاق الروسي الاميركي الذي اعلن عنه في 14 ايلول/سبتمبر في جنيف حول الكيميائي السوري، قال الرئيس الأسد ان "سورية تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها". واضاف "قامت سوريا مؤخرا بالبدء بتسليم البيانات الضرورية لهذه المنظمة، وخلال فترة يقوم خبراء من هذه المنظمة بالمجيء إلى سورية للاطلاع على واقع هذه الأسلحة". واكد "بالنسبة لنا في سوريا كحكومة لا توجد لدينا عقبات حقيقية، نحن دائما نضع احتمال أن يقوم الإرهابيون بوضع عقبات أمام المفتشين للوصول إلى الأماكن المحددة". الرئيس الاسد علق على مشروع القرار الذي يجري بحثه في مجلس الأمن حول سوريا، قائلا "ان حديثهم عن الفصل السابع لا يقلقنا في سوريا، اولا لان سوريا ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها، ولان هناك توازن في مجلس الأمن لم يعد يسمح للولايات المتحدة كما كان الوضع سابقا باستخدام مجلس الأمن كمطية أو كأداة من أجل تحقيق أجنداتها الخاصة". واكد ان "السوريين اليوم أكثر تمسكا بالدفاع عن وطنهم من قبل بكثير". وفيما يلي النص الكامل للمقابلة: تيلي سور: مشاهدو تيلي سور أهلا وسهلا بكم في هذا اللقاء الخاص حيث نقوم خلاله بتغطية الأحداث في سورية.. وضيفنا شخص مميز وهو الذي حول اهتمام العالم إليه كاملا.. السيد الرئيس بشار الأسد موجود معنا.. سيدي الرئيس.. شكرا لك لإعطائنا هذه الفرصة للقاء مع تيلي سور وعبرها لأمريكا اللاتينية.. لنعرف من خلال أجوبتكم ما مواقفكم وما أفكاركم.. أهلا وسهلا.. الرئيس الأسد.. أهلا وسهلا بك.. أود أن أرحب بك في سورية وبقناة تيلي سور وأهنئك بالسلامة على إصابتك في قدمك.. وأعتقد أن لقائي اليوم مع صحفي شاهد الإرهاب بعينه سيكون لقاء واقعيا وغنيا.. ومرة أخرى أرحب بك كصحفي اختلطت دماؤه بدماء جنود الجيش العربي السوري. السوريون اليوم أكثر تمسكا بالدفاع عن وطنهم من قبل بكثير الرئيس الأسد.. هؤلاء الإرهابيون يعبرون عن رسالة واحدة هي العقيدة السوداء المظلمة التي يحملونها.. بالنسبة لهم كل من لا يفكر بنفس طريقتهم هو شخص لا يستحق الحياة.. وهم يقومون من وقت لآخر بهذه العمليات لدفع المواطنين للاقتراب منهم أو لإحباطهم.. بمعنى إفقادهم الأمل بالحياة وعندما تفقد الأمل بالحياة تصبح الحياة ليس لها قيمة.. تصبح قريبا منهم بشكل أو بآخر. هذا جانب.. ولكن هناك أيضا عمليات إرهابية تأتي بتمويل وتحريض وتخطيط من الخارج لإيصال السوريين لليأس الكامل بأنه لا يوجد أمل في الوطن وبأن سورية التي تعرفونها عبر قرون من الزمن لم تعد موجودة.. وفقدان الأمل هو الذي يدفع الناس إلى الهزيمة ويدفعهم باتجاه التوقف عن الدفاع عن بلدهم.. ما رأيته أمس هو واحدة من مئات المحاولات التي حصلت في هذا الاتجاه.. ولكنها كانت تعطي تأثيرات معاكسة.. أي أن السوريين اليوم أكثر تمسكا بالدفاع عن وطنهم من قبل بكثير. السؤال الثاني: سيدي الرئيس.. رأينا أمس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما وهو يقول بخطابه وتأملاته عما قامت به الإدارة الأمريكية في مختلف أنحاء العالم.. وتكلم خصوصا عن الوضع في سورية.. وكان موضوع سورية موضوعا أساسيا في الأمم المتحدة.. الرئيس باراك أوباما بشكل أو بآخر قال إنه متفق مع أنه يجب أن يكون هناك حل سياسي للأزمة في سورية ولكنه رغم ذلك يطلب من الأمم المتحدة أو من مجلس الأمن أن يكون هناك قرار حازم ضد سورية وضد حكومتكم إذا لم تقوموا باستكمال ما اتفق عليه حول الأسلحة الكيميائية.. رغم انه أيضا أكد أنه بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن حكومتكم هي من استخدمت هذا السلاح الكيميائي ضد المواطنين. الرئيس الأسد.. أولا بالنسبة لخطابه أمس هو ككل خطاباته سابقا.. خطابات ملأى بالادعاءات.. مبنية على التزوير وتحمل الكثير من الأكاذيب.. ولكن بشكل عام معظم تصريحات المسؤولين الأمريكيين في معظم الإدارات.. سواء الإدارة الحالية أو الإدارات السابقة.. هي تصريحات لا تحمل الحد الأدنى من المصداقية.. لذلك ليس المهم أن نعلق على تصريحاتهم.. وغالبا أصبحت مكررة.. متشابهة.. منذ بداية الأزمة في سورية بنيت السياسة الأمريكية على الأكاذيب سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون.. وأنا باعتقادي أنهم كانوا يعرفون بمعظم الأكاذيب ولكن ازدادت كثافة هذه الادعاءات والأكاذيب وساهمت الإدارة مباشرة بالتزوير بعدما طرح موضوع استخدام الكيميائي في سورية في 21 آب الماضي ولم تقدم هذه الإدارة أي أدلة على ادعاءاتها.. يعني عمليا كانت تكذب على الشعب الأمريكي.. عندما لم يتمكنوا من إقناع الشعب الأمريكي بادعاءاتهم لم يعد بوسعهم التراجع فانتقلوا للمزيد من التصميم على الكذب رغم أننا تحديناهم منذ الأيام الأولى لكي يقدموا أدلة حول هذا الموضوع.. أما حديثهم عن الفصل السابع فبالنسبة لنا لا يقلقنا في سورية.. أولاً لأن سورية ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها وهذا معروف عن سورية منذ عقود طويلة.. بل ربما منذ الاستقلال. ثانيا.. لأنه الآن هناك توازنا في مجلس الأمن لم يعد يسمح للولايات المتحدة كما كان الوضع سابقا باستخدام مجلس الأمن كمطية أو كأداة من أجل تحقيق أجنداتها الخاصة.. من قلب أنظمة وتدمير دول بهذه الطريقة التي كانت سائدة وخاصة في التسعينيات.. فلذلك أستطيع أن أقول ان كل هذه الادعاءات الأمريكية هي عبارة عن هراء وليس لها أي مستند واقعي ولا منطقي. كل ما تقوم به الولايات المتحدة من سياسات يناقض مصالح الشعب الأمريكي الرئيس الأسد.. أولا.. بالنسبة للتناقض الذي تذكره هو موجود في كل خطاب وفي كل تصريح من تصريحات المسؤولين الأمريكيين.. سواء الرئيس أو وزير خارجيته أو بعض الآخرين الذين يصرحون.. فمثلا يقولون إن سورية لا تمتلك من الإمكانيات ما يقلق الجيش الأمريكي إذا أراد أن يقوم بعمل عسكري أو بعدوان عسكري.. وبنفس الوقت يقولون إن سورية تهدد الأمن القومي الأمريكي.. هذا نموذج.. والنماذج كثيرة في هذا الإطار.. أما احتمال أن تقوم الولايات المتحدة بعدوان.. فلو عدت للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة ولسياسة الولايات المتحدة.. على الأقل في النصف الأول من الخمسينيات.. فهي سياسة تنتقل من عدوان إلى آخر بدءا بكوريا مرورا بفيتنام إلى لبنان إلى الصومال إلى أفغانستان إلى العراق.. هذه هي السياسة الأمريكية.. هذا عدا ما قامت به في أمريكا الجنوبية من تحريض على انقلابات ومقتل الملايين بسبب السياسة الأمريكية.. عشرات من الحكومات أطيح بها بسبب السياسة الأمريكية.. فهذه هي السياسة الأمريكية التي نراها حاليا وهي نفسها التي كانت موجودة منذ عقود.. لم تتغير.. ولا أرى أن هناك سببا رئيسيا الآن ليجعلها تتغير على الأقل من خلال رؤيتنا للوضع الداخلي الأمريكي.. هذا يعني أن احتمالات العدوان دائما قائمة.. مرة تكون الحجة الكيميائي.. في المرة الأخرى تكون هناك حجج مختلفة.. المهم أن ما تقوم به الولايات المتحدة عمليا خلال هذه العقود هو تجاوز مجلس الأمن.. تجاوز ميثاق الأمم المتحدة.. تجاوز سيادة الدول.. تجاوز كل الأعراف الإنسانية والأخلاقية.. فربما علينا دائما أن نضع هذا الاحتمال نصب أعيننا في كل مكان من العالم.. وهذا ما نقوم به في سورية.. لذلك نقول هل هناك احتمال للعدوان... قد لا يكون هذا الاحتمال الآن.. ولكن متى يأتي هذا الاحتمال ويصبح واقعا.. لا أحد يعلم.. ولكن يبقى احتمالا.. ولا يجوز أبدا أن نستبعد هذا الاحتمال. أما لو عدنا للفقرة المتعلقة بما هي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.. أنا اعتقد أن ما قامت به الولايات المتحدة عبر هذه العقود وعبر هذه الحروب والتدخلات يناقض تماما مصلحة الولايات المتحدة.. فهي دولة عظمى ولديها مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية وغيرها.. تستطيع أن تحقق هذه المصالح بالاحترام المتبادل.. بالعلاقة الجيدة.. بالثقة.. بالمصداقية.. بتسويق ونشر العلم والمعرفة التي تتمتع بها الولايات المتحدة بدلا من نشر الإرهاب والدمار والخوف.. فلا شك بأن لها مصالح كدولة كبرى.. ومعظم الدول الكبرى لديها مصالح عبر أنحاء العالم.. ولكن هذه المصالح تنطلق أولا من الاستقرار في العالم.. لا يمكن أن يكون لديك أي نوع من المصالح في منطقة مضطربة.. حيث يوجد حروب وإرهاب.. نعم لديها مصالح.. ولكن كل ما تقوم به الولايات المتحدة من سياسات يناقض مصالحها ويناقض مصالح الشعب الأمريكي. سورية مستقلة عبر أجيال ولا يمكن الآن للولايات المتحدة أن تفترض بأنها قادرة على أن تحدد للشعب السوري من يأتي ومن يطرد من الحكم الرئيس الأسد.. بالنسبة للجزء الأول.. أيضا هو نموذج آخر من التناقض الأمريكي.. كأن نقول إننا نسعى للحرب ونسعى للسلم بنفس الموضوع وبنفس خارطة الطريق لكي نحل مشكلة معينة.. هذا المنطق يعني تسويق العنف في العالم.. أي شرعنة العنف كوسيلة أو كأسلوب للوصول إلى حل سياسي.. وهذا يخالف المنطق.. لا يمكن أن يلتقي العنف مع العمل السياسي.. العنف يدمر أي فرصة للعمل السياسي.. نحن نرفض هذا المنطق الذي حاولت تسويقه الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا من أجل تبرير العدوان على سورية. أما بالنسبة لموضوع التنحي فهذا الموضوع مطروح منذ أكثر من عام من خلال المسؤولين الأمريكيين أو بعض حلفائهم من الأوروبيين.. بالنسبة لنا هذا الموضوع لا يعنينا لسبب بسيط.. لأنه منذ أكثر من خمسة عقود والولايات المتحدة لم تذهب برئيس في سورية ولم تأت بمسؤول.. سورية مستقلة عبر أجيال.. فلا يمكن الآن للولايات المتحدة أن تفترض بأنها قادرة على أن تحدد للشعب السوري من يأتي ومن يطرد من الحكم.. هذا الموضوع خاضع مئة بالمئة لرغبات الشعب السوري.. حتى الدول الصديقة ليس لها دور في هذا الموضوع.. هذا يخضع لرغبات الشعب السوري ويخضع حصرا لصندوق الاقتراع.. عندما يكون هناك انتخابات يحدد من خلالها الشعب السوري من يريد ومن لا يريد فالموضوع منته.. فعندما لا يريدك الشعب السوري يجب أن تذهب مباشرة والعكس صحيح.. أما الولايات المتحدة سواء تحدثت في هذا الموضوع أم قامت بأشياء فليس لها دور على الإطلاق.. لذلك نحن لا نهتم كثيرا بتصريحاتها حول هذا الموضوع منذ البداية. العالم يكون أفضل عندما تتوقف الولايات المتحدة عن التدخل في شؤون الدول الأخرى الرئيس الأسد.. لنتحدث بالواقع.. هل أصبح العراق أفضل بالوجود الأمريكي.. هل أصبحت أفغانستان أفضل.. هل الوضع في ليبيا أفضل.. هل الوضع في تونس أفضل.. هل الوضع في سورية أفضل.. أي مكان أفضل... هل كانت فيتنام أفضل عندما كان الأمريكي يتدخل بها أم عندما تركها تستقل وتطور نفسها بنفسها.. هذا الوضع لديكم أيضا في أمريكا الجنوبية.. هل هو أفضل الآن أم عندما كانت تتدخل الولايات المتحدة.. الحقيقة أعتقد أن العالم يكون أفضل عندما تتوقف الولايات المتحدة عن التدخل.. نحن لا نريد منها أن تساعد أحدا.. هو "أوباما" كان يقول أمس نحن لا نستطيع أن نحل مشاكل كل العالم.. أنا أقول ان الأفضل ألا تقوم الولايات المتحدة بحل مشاكل العالم. في كل مكان أرادت أن تقوم بعمل حولت الوضع في تلك المنطقة من سيئ إلى أسوأ.. ما نريده من الولايات المتحدة هو ألا تتدخل في شؤون دول العالم وعندها سيكون العالم بكل تأكيد أفضل.. أما إذا كان يقصد أن انتشار الإرهاب اليوم في كل مكان هو الأفضل فهذا يؤكد ما يقوله البعض من الأمريكيين في الإعلام وفي الصحافة بأن سياسة أوباما تقوم على دعم التطرف والإرهاب.. إذا كان هذا صحيحا فكلامه بهذا المعنى يكون دقيقا.. بأن العالم أفضل لأن الإرهاب منتشر في هذا العالم.. عدا ذلك نستطيع أن نقول ان كلامه غير دقيق وغير صحيح. الموقف الإيراني موضوعي جدا من الأزمة لأنه يعرف حقيقة ما يحصل في سورية الرئيس الأسد.. الموقف الإيراني موقف موضوعي جدا من الأزمة السورية لأنه يعرف حقيقة ما يحصل في سورية.. وبنفس الوقت يعلم أن هذه المنطقة واحدة.. وبالتالي إذا كانت هناك نار تشتعل في سورية فلا بد أن تنتقل هذه النار إلى البلدان المجاورة ولاحقا إلى البلدان الأبعد من سورية.. بما فيها إيران. فإيران تنطلق بسياساتها من هذا المنطلق.. وتنطلق أيضا من منطلق آخر بأنه من حق الشعب السوري أن يقوم بحل مشاكله.. وهذا ما نتفق عليه نحن مع كل من يقبل بقرار الشعب السوري في حل مشاكله. أما تعليقات الأمريكيين على الموقف الايراني.. فأولا.. كما قلت قبل قليل.. الأمريكي سواء صرح سلبا أم إيجابا فلا أحد يصدق ما يقوله إن مدح ولا إن انتقد.. أو استنكر أو ذم. وبنفس الوقت الإيراني ليس من السذاجة لكي يخدع بالموقف الأمريكي.. فإيران لديها تجربة أيضا كالتجربة السورية مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الأقل منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران. لذلك ما يهمنا نحن من هذا الموضوع ليس التعليق الأمريكي.. ما يهمنا هو جوهر السياسة الإيرانية تجاه سورية.. وأؤكد مرة أخرى أنه جوهر موضوعي ويحقق بطروحاته الاستقرار في منطقتنا.. إذا تم تطبيق جوهر هذه الرؤية الإيرانية من الأطراف المختلفة في سورية. السؤال السابع: حقيقة.. في تصريح إيران في الأمم المتحدة كان هناك مقترح حول العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بأنه سيكون هناك اجتماع بين الرئيس الإيراني والحكومة الأمريكية.. هذه الاجتماعات التي لم تحدث منذ زمن طويل.. كيف ترون هذا التقارب... هل هو عملية تقارب حقيقية من الولايات المتحدة الأمريكية نحو إيران... أم أنها طريقة لمحاولة إبعاد أصدقاء سورية عنها... وهل أيضا هذا يعبر عن أن الولايات المتحدة الامريكية لم يبق لديها إلا التفاوض لحماية مصالحها.. وليس استخدام القوة... الرئيس الأسد.. أولا.. أقرب حلفاء الولايات المتحدة لا يثقون بها مع كل أسف.. فبكل تأكيد التقارب الإيراني الأمريكي لا يعني أن إيران تثق بالولايات المتحدة. نحن لدينا علاقة مع الولايات المتحدة مرت بمراحل متعددة من الصعود والهبوط.. ولكن الثقة لم تكن موجودة في أي مرحلة من المراحل. لكن في العمل السياسي أنت بحاجة لكي تجرب كل الوسائل وتطرق كل الأبواب من أجل أن تخفف التوتر في العالم. فالتواصل والحوار هما شيئان ضروريان في طبيعة العمل السياسي للدول. نعتقد بأن تقارب إيران مع الولايات المتحدة سواء من أجل الملف النووي الإيراني أو من أجل أي ملف آخر هو شيء إيجابي يخدم المنطقة إن كانت هناك رغبة حقيقية وصادقة لدى الولايات المتحدة بأن تبادل إيران الاحترام وألا تتدخل في شؤونها الداخلية.. وألا تعرقل حصولها على التكنولوجيا النووية وغيرها.. هذا من جانب. من جانب آخر لا أتخيل أن الولايات المتحدة تخلت عن مبدأ اللجوء إلى القوة العسكرية.. أنا أرى العكس.. عندما رأت الولايات المتحدة أن هناك منافسين لها على الساحة الدولية.. أو حتى شركاء حتى لا نقول منافسين من دول عظمى ناهضة على الساحة لجأت أكثر للعودة إلى مبدأ القوة.. رغم أن هذه الإدارة هي نفسها عندما أتت بالانتخابات.. أتت على مبدأ رفض مذهب بوش بالنسبة لاستخدام القوة. هي تعود الآن لنفس المذهب. أعتقد أنهم يحاولون أن يقوموا بعملية استيعاب للدور الإيراني كما حصل مع سورية منذ بضع سنوات.. ولكن الإيرانيين واعون لهذه اللعبة. سورية تلتزم بكل الاتفاقيات التي توقعها الرئيس الأسد.. علاقتنا في هذا الموضوع ستكون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.. ولا يطلب من سورية ضمانات للعالم.. ولا للمنظمة.. إنما يطلب تعامل مع آليات محددة أو الالتزام بآليات محددة تنص عليها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.. وكما قلت قبل قليل.. سورية تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها. قامت سورية مؤخرا بالبدء بتسليم البيانات الضرورية لهذه المنظمة.. وخلال فترة يقوم خبراء من هذه المنظمة بالمجيء إلى سورية للاطلاع على واقع هذه الأسلحة.. فبالنسبة لنا في سورية كحكومة لا توجد لدينا عقبات حقيقية.. نحن دائما نضع احتمال أن يقوم الإرهابيون بوضع عقبات أمام المفتشين للوصول إلى الأماكن المحددة.. سواء بدافع ذاتي من هؤلاء الإرهابيين وتلك المجموعات الإرهابية.. أو بدافع من الدول التي تقف خلفهم وتمولهم من أجل أن يحولوا الاتهام باتجاه الحكومة السورية على أنها لم تتعاون مع المفتشين القادمين من تلك المنظمة.. هذا هو الاحتمال الأكبر. أما بالنسبة لنا كحكومة فلا توجد لنا أي مشكلة بالنسبة للتوافق مع الآليات المطروحة في هذه الاتفاقية. السؤال التاسع: يعود المفتشون الدوليون اليوم إلى دمشق ليحددوا إمكانية تفتيش أماكن أخرى التي هناك ادعاءات بأنه تم استخدام الأسلحة الكيميائية فيها.. عدا ما تم استخدامه في 21 آب.. ما الضمانات التي ستقدمها حكومتكم لكي يقوم المفتشون بعملهم بشكل حر ومستقل... الرئيس الأسد.. بالنسبة لبعثة المفتشين التي تتحدث عنها.. نحن من قام باستدعائها للمجيء إلى سورية في شهر آذار الماضي عندما قام الإرهابيون باستخدام الغازات السامة في إحدى ضواحي مدينة حلب في الشمال.. لم تأت هذه المجموعة بمبادرة من الأمم المتحدة.. أو من أي دولة أخرى.. ومن وضع العراقيل في وجه مجيئها هي الولايات المتحدة.. فعمليا نحن قمنا بدعوتها ولنا مصلحة بمجيئهم من أجل تحديد حقيقة استخدام المواد الكيميائية في سورية. فمن غير المنطقي أن نقوم نحن بدعوة جهة إلى سورية.. وأن نقوم نحن بوضع العراقيل في وجهها.. حتى عندما غادرت هذه البعثة سورية مؤخرا منذ بضعة أسابيع كنا نريد منهم أن يستمروا في إنجاز استطلاع باقي المناطق المفترض أنه تم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية.. ولكن إصرار الولايات المتحدة على عودتهم قبل إنجاز هذه المهمة هو ما دفعهم إلى مغادرة سورية. فالآن سيعودون.. وبكل تأكيد هناك دعم لمهمتهم من الحكومة السورية.. ولا توجد عقبات كما قلت.. إلا عندما يقوم الإرهابيون بالتعرض لهذه البعثة.. وخاصة في الأماكن التي يوجد فيها الإرهابيون بكثافة كبيرة. كل الأدلة الفعلية تدل على أن الإرهابيين هم من قام باستخدام الأسلحة الكيميائية في محيط دمشق الرئيس الأسد.. طبعا لدينا أدلة ولدينا أيضا مؤشرات. بالنسبة للأدلة.. أول الأدلة كانت عندما تم استخدام الغازات السامة في خان العسل.. قمنا بأخذ عينات من التربة ومن دماء المصابين وأيضا بقايا القذائف الصاروخية التي استخدمت من أجل نقل المواد السامة إلى تلك المنطقة.. بعدها كان هناك من خلال عمليات الجيش السوري اكتشاف لعدة مخابئ فيها حاويات بأحجام مختلفة تحتوي على مواد كيميائية وفي بعض الحالات مواد سامة وأدوات تصنيعها.. قمنا بتقديم هذه الأدلة للحكومة الروسية وخاصة قبل مجيء بعثة الأمم المتحدة إلى سورية. أيضا لدينا اعترافات الإرهابيين الذين قاموا بنقل بعض المواد الكيميائية من الدول المجاورة إلى سورية.. وتم بث هذه الاعترافات على التلفزيون منذ أسبوع تقريبا.. لكن لماذا لم تستخدم الحكومة السورية هذه المواد. عمليا.. أولا لأن القوات السورية تتقدم وهي لم تستخدمها عندما كان الإرهابيون أقوى من ذلك بكثير منذ عام أو أكثر فلماذا استخدمتها اليوم. هي لم تستخدمها في مناطق بعيدة فيها إرهابيون أكثر بكثير مما هو موجود في ضواحي دمشق فلماذا تستخدمها في هذا المكان ... لا يمكن أن تستخدمها في مناطق سكنية ربما تؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف وليس ألفا أو بضع مئات. لا يمكن أن تستخدمها في منطقة قريبة من قواتها.. من العسكر السوريين.. فهذا يؤدي إلى مقتل عناصر القوات المسلحة أنفسهم. فبالمنطق لا يمكن من الناحية العملية.. من الناحية العسكرية.. لا يمكن استخدامها في مثل هذه الظروف.. ولكن عندما تكون لديك جريمة فأول سؤال يسأله المحقق قبل أن يبحث عن الأدلة.. يفكر في البداية.. من له مصلحة باستخدام هذه الأسلحة.. أو من له مصلحة بهذه الجريمة. واضح تماما أن من له مصلحة بهذه الجريمة هم الإرهابيون أنفسهم.. وخاصة عندما تتوافق هذه الادعاءات مع وجود لجنة التحقيق. هل من المعقول أن تقوم الحكومة السورية باستدعاء لجنة التحقيق وتقوم باستخدام الأسلحة الكيميائية من أجل أن تأتي اللجنة وتحقق باستخدامها... هذا كلام لا يصدق.. بعيد عن العقل تماما.. فكل المؤشرات تدل على أن الحكومة السورية لم تستخدمها.. وكل الأدلة الفعلية تدل على أن الإرهابيين هم من قام باستخدام الأسلحة الكيميائية في محيط دمشق. السؤال الحادي عشر: في هذا المجال.. ما الدور الذي لعبته السعودية وقطر لإيصال هذه الأسلحة الكيميائية إلى المجموعات المسلحة... الرئيس الأسد.. لكي أكون دقيقا.. لا يوجد لدينا دليل بأنهم نقلوا سلاحا كيميائيا الى هذه المجموعات.. ولكن من المعروف أن هذه الدول هي من قامت بدعم الإرهابيين منذ بداية الأزمة في سورية.. نقلت إليهم كل أنواع الأسلحة المتطورة دون استثناء.. وهذا الشيء مؤكد وموثق. من الطبيعي عندما تكون هذه الدول تدعم بشكل معلن وواضح هذه المجموعات بكل أنواع الأسلحة.. أن يشار بأصابع الاتهام إليها.. وخاصة السعودية.. بأنها يمكن أن تقوم بنقل هذا النوع من المواد إلى الإرهابيين من أجل استخدامها ضد الجيش السوري.. وخاصة بعدما فشلت هذه المجموعات الإرهابية في أن تقدم لأسيادها في الخارج أي إنجاز فعلي على الأرض بالمعنى العسكري. طبعا هم تمكنوا من تخريب الكثير في سورية.. دمروا البنية التحتية.. أثروا في الاقتصاد.. أثروا في حياة المواطنين بشكل سلبي جدا. لا شك بأن لدينا معاناة كبيرة بسبب هذه المجموعات الإرهابية.. ولكن أنا أتحدث بالمعنى العسكري أي أن يقوموا بإنجاز عسكري كبير ويحققوا الأهداف العسكرية التي خططت لهم.. ففي هذا الجانب فشلوا فشلا ذريعا فكان لا بد من استخدام سلاح جديد.. إما أن يؤدي هذا السلاح إلى هزيمة الجيش السوري أو أن يؤدي بشكل سياسي إلى استدعاء التدخل الأجنبي لكي تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالاعتداء على سورية وإضعاف الجيش السوري.. وطبعا هذا الاحتمال هو الاحتمال الغالب. السؤال الثاني عشر: هناك رقعة شطرنج تحت الطاولة.. علنا هناك اتفاقيات تحت الطاولة.. وهناك من يحرك الحجارة تحت الطاولة وهي إسرائيل.. هل إسرائيل لها دور فيما يحدث في سورية ولماذا يتحدثون عن الأسلحة الكيميائية في سورية وعن السلاح النووي في إيران ولا يتحدثون عن السلاح النووي في إسرائيل... الرئيس الأسد.. إسرائيل دولة عدوانية.. إسرائيل دولة قامت على التوسع.. تحتل أراضي الآخرين وتقتل الشعوب المحيطة بها.. قتلت طبعا الكثير من الفلسطينيين عبر أكثر من ستة عقود.. قتلت الكثير من اللبنانيين.. الكثير من المصريين والسوريين والآخرين بعمليات اغتيال وتفجير وارهاب وغيرها.. واليوم تقوم بنفس الدور عبر دعمها للإرهابيين بشكل مباشر على المناطق المحاذية للجبهة السورية.. أي باتجاه الجولان المحتل حيث تقدم الدعم اللوجستي والطبي والمعلومات.. وأيضا السلاح والذخيرة للإرهابيين.. إسرائيل الدولة العدوانية والمارقة تحصل على تغطية كاملة من الولايات المتحدة في كل سياساتها وجرائمها الرئيس الأسد.. هذا طرح خاصة باتجاه النفط في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.. لكن مجرد تحليلات.. لا توجد لدينا معلومات حول هذه النقطة.. أما بالنسبة لوجود السلاح النووي الإسرائيلي وكما قلت لا أحد يتحدث به لأن إسرائيل الدولة العدوانية.. الدولة المارقة تحصل على تغطية كاملة من الولايات المتحدة في كل سياساتها.. تغطية لكل جرائمها.. فمادامت هذه التغطية داخل الولايات المتحدة وفي مجلس الأمن والأمم المتحدة موجودة.. وفي المنظمات الدولية ومنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. فمن المتوقع في هذه الحالة أن يكون أي سلاح في العالم موضع بحث.. أما السلاح الإسرائيلي فهو غير خاضع للنقاش.. هذا هو المنطق السائد في العالم.. منطق الهيمنة.. منطق الاستعمار.. منطق القوي... مؤتمر جنيف خطوة ضرورية ومهمة باتجاه فتح الطريق للحوار بين المكونات السورية ولكنه لا يحل محل الحوار الداخلي في سورية الرئيس الأسد.. مهما اشتدت العمليات الإرهابية ومهما كان الوضع سيئا.. فلا بد من الاستمرار بمحاولات إطلاق العمل السياسي في أي مشكلة.. ونحن نؤمن بهذا الشيء منذ البداية بالرغم من تصاعد الأعمال الإرهابية وخاصة مؤخرا. العمل السياسي يتطلب أولا وقف الإرهاب.. وقف إدخال الإرهابيين من دول الجوار.. وقف دعم هؤلاء الإرهابيين بالسلاح وبالمال وبكل شيء لوجستي يؤدي إلى تعزيز عملياتهم الإرهابية.. بنفس الوقت لا بد من حوار بين السوريين.. بين كل الأطراف السورية حول مستقبل سورية.. ويبدأ هذا الحوار بالدرجة الأولى حول النظام السياسي في البلد.. أي نظام سياسي يريده السوريون وما يتفرع عنه من أنظمة وقوانين وأشياء أخرى.. تفاصيل كثيرة. عندما يصل السوريون على الطاولة إلى رأي معين.. يمكن أن يتم عرض الأشياء التي تم الاتفاق عليها على الشعب السوري للموافقة عليها من خلال استفتاء شعبي. حاليا مؤتمر جنيف هو واحد من المحاور السياسية المهمة.. هو يحقق فرصة للحوار بين مختلف المكونات السورية. طبعا نحن لا نفترض هنا وجود إرهابيين قاموا بعمليات قتل.. ولا نفترض بأن الحوار يجب أن يتم مع جهات دعت إلى التدخل الأجنبي.. فبالقانون وبالشعور الشعبي في سورية من دعا إلى التدخل الأجنبي هو إنسان خائن.. ولا أحد يقبل به.. لكن نحن نتحدث عن مبدأ مؤتمر جنيف. مؤتمر جنيف هو خطوة ضرورية ومهمة باتجاه فتح الطريق للحوار بين المكونات السورية.. ولكن مؤتمر جنيف لا يحل محل الحوار الداخلي في سورية.. وبكل تأكيد هو لا يحل محل رأي الشعب الذي يجب أن يمر عبر الاستفتاء. هذه هي الخطوط العامة لرؤيتنا للعمل السياسي لحل الأزمة في سورية.. ولكن كل هذه المحاور إن لم يتم إيقاف دعم الإرهاب فلن تحقق أي نتيجة فعلية على الأرض. السؤال الخامس عشر: أكدتم أنكم لن تتفاوضوا مع المسلحين والإرهابيين في جنيف.. من الأطراف التي ستتحاورون معها في جنيف... وكيف يمكن تحقيق هذا الحوار السوري على المستوى العالمي... وما الوقت اللازم للوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية... الرئيس الأسد.. أستطيع الجواب عن جزء من هذا الموضوع وهذا الجزء متعلق بالأطراف الموجودة داخل سورية والتي تنتمي للشعب السوري.. أطراف مختلفة.. في المعارضة.. أو في الوسط.. أو مع الدولة.. هناك أطراف كثيرة.. لكن بالنسبة للأطراف الأخرى الموجودة في الخارج علينا أن نسأل الدول التي تقف خلفها لأن هذه الدول.. الولايات المتحدة.. فرنسا.. بريطانيا.. السعودية وقطر وغيرها من الدول ربما هي التي أوجدت هؤلاء الأشخاص وهم لا ينتمون للشعب السوري فإذا قالت لهم هذه الدول اذهبوا إلى جنيف فسيذهبون إلى جنيف.. وإذا قالت لهم قولوا كذا فسيقولونه. فإذا أردنا أن نعرف هذا الجزء من السؤال فلا بد أن نسأل تلك الدول هل سترسل هؤلاء الأشخاص أم لن ترسلهم.. لأنهم لا يمثلون الشعب السوري.. لا الشعب السوري سيقوم بإرسال هؤلاء الأشخاص.. ولا نحن كحكومة سنقوم بإرسالهم. لذلك أنا أقول إن ما أقصده بالحوار هو المعارضة الموجودة داخل سورية بشكل أساسي.. والتيارات الأخرى.. ليس بالضرورة أن تكون معارضة. مسار أمريكا اللاتينية هو المسار الذي يجب أن نتبعه كدول عربية إذا أردنا أن يكون لنا مكان في العالم وأن نكون مستقرين ومتطورين الرئيس الأسد.. نحن دائما نتحدث عن أن العالم النامي.. أنتم منه ونحن منه.. مر بعدة مراحل لكي يستقل.. المرحلة الأولى هي مرحلة خروج القوات الأجنبية من البلد المحتل.. ومعظم الدول حققت هذا الاستقلال. المرحلة الثانية وهي الأهم هي استقلال القرار السياسي والاقتصادي والعسكري.. واستقلال القرار الوطني.. هذا ما تحقق في أمريكا اللاتينية وفي أمريكا الوسطى عبر العقدين الماضيين.. وكان هناك رمزان لهذا الاستقلال.. الرئيس كاسترو منذ خمسة عقود حتى الآن وبعده الرئيس تشافيز.. وعندما نذكر الرئيس تشافيز نتذكر هذه المرحلة لأن المخاض الذي تمر به منطقتنا في الشرق الأوسط هو مشابه لما مررتم به سابقا في أمريكا اللاتينية.. عندما حققتم استقلال القرار الوطني أصبحت أوضاع أمريكا الجنوبية وحتى أمريكا الوسطى أفضل بكثير من قبل وبدأ الاستقرار السياسي يعطي النتائج الاقتصادية وبدأ التطور الاقتصادي وبدأت بعض الدول تصعد صناعيا وتصبح من الاقتصادات الكبرى.. هذه هي النتيجة الطبيعية للاستقلال.. في المنطقة العربية لا يوجد لدينا حتى الآن إلا بالحد الأدنى استقلال للقرار السياسي في عدد محدود من الدول وبشكل جزئي.. الصراع الذي يحصل الآن مع الغرب هو في جزء منه متعلق بهذه النقطة أي بالحصول على القرار الوطني واستقلالية هذا القرار.. أنا أعتقد أن أمريكا الجنوبية بشكل عام وفنزويلا والرئيس تشافيز وقبله الرئيس كاسترو بشكل خاص يمثلون نموذجا مهما في السير على طريق الاستقلال والحرية التي تسعى إليها الشعوب خروجا من تحت عباءة الهيمنة الغربية التي دامت لعقود طويلة من خلال الاستعمار المباشر وبعدها الاستعمار غير المباشر الذي ما زال مستمرا.. فهناك أشياء كثيرة متشابهة.. الطباع.. العواطف.. الحرارة الموجودة بين أبناء الشعب الواحد في منطقتكم وفي منطقتنا.. وهناك السياق التاريخي المتشابه.. فمن المتوقع أن يكون هناك أيضا.. غير الرئيس تشافيز والرئيس كاسترو.. هناك الكثير من الرؤساء الآن في أمريكا اللاتينية الذين يسيرون على نفس الخط الذي كان يسير عليه الرئيس تشافيز ولكن أريد أن أذكر بشكل خاص الرئيس الصديق والأخ مادورو الذي عرفته من خلال لقاءات عديدة سواء خلال زيارتي إلى فنزويلا أو خلال زياراته إلى سورية.. ونحن سعداء جدا بأن الشعب الفنزويلي قرر أن يختار هذا الشخص الذي يجسد خط الرئيس تشافيز.. لديه الصلابة ولديه العنفوان ولديه الرؤية الواضحة لمنطقتنا وأنا متأكد أنه سيتابع السير بفنزويلا على طريق الاستقلال.. فكلنا يعلم أن الولايات المتحدة وبعض الدول الحليفة كانت لديها آمال كبيرة بأن تعود فنزويلا إلى الحظيرة الأمريكية مع غياب الرئيس تشافيز.. بوجود الرئيس مادورو هذه الأحلام لم تتحقق وذهبت هباء منثورا.. فأعتقد أن مسار أمريكا اللاتينية هو المسار الذي يجب أن نتبعه كدول عربية إذا أردنا أن يكون لنا مكان في العالم وإذا أردنا أن نكون مستقرين وإذا أردنا أن نكون متطورين. لا يوجد لدينا خيار سوى أن نصمد الرئيس الأسد.. لو كانت لدينا خيارات غير الصمود لكنت قلت لك ولكن لا يوجد لدينا خيار سوى أن نصمد.. لأن مستقبل هذه المنطقة سياسيا الآن يتعلق بما سيحصل في سورية.. فنحن لا ندافع فقط عن سورية.. لا ندافع فقط عن مصالحنا.. لا ندافع فقط عن مبادئنا وإنما ندافع عن مستقبل أبنائنا وندافع عن مستقبل كل هذه المنطقة.. وهذه المنطقة هي قلب العالم.. والشرق الأوسط المضطرب هو الذي أضر بالاستقرار في العالم وأضر حتى بمصالح العالم البعيد.. فلا يمكن أن نتحدث اليوم عن منطقة بعيدة كأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية أو شرق آسيا.. اليوم العالم قرية صغيرة.. ما يحصل في سورية سيؤثر فيما حولها وما يحصل في هذه المنطقة سيؤثر في أبعد المناطق في العالم. لا أريد أن أقول إننا نريد من شعوب أمريكا اللاتينية أن تقف مع قضايانا.. فهي دائما تقف مع القضايا العربية بشكل لا يقل حرارة وموضوعية عن مواقفنا نحن كأبناء نعيش في هذه المنطقة وننتمي لهذه القضايا.. ولكن نتوقع أن نزيد من العلاقة بيننا وبينهم لكي نوسع مساحة الاستقلال ونقلص من مساحة الاستعمار الذي يجسده الغرب وتجسده الولايات المتحدة. تيلي سور: سيدي الرئيس.. شكرا جزيلا لك.. هذا اللقاء الخاص مع السيد الرئيس بشار الأسد في تيلي سور.. شكرا لكم أصدقاءنا في تيلي سور وأمريكا اللاتينية لمتابعتنا.. تأكدوا أن هدفنا في تيلي سور هو لم الشمل. الرئيس الأسد.. شكرا لكم. http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=601643&cid=21&fromval=1&frid=21&seccatid=23&s1=1 |
jueves, 26 de septiembre de 2013
الرئيس الأسد: لا خيار لدينا سوى أن نصمد.. واحتمال ضربة اميركية لا يزال قائما
Suscribirse a:
Enviar comentarios (Atom)
No hay comentarios:
Publicar un comentario