أصدر الباحث الأستاذ محيي الدين الحليبي كتابًا بعنوان (الحلف السعودي الإسرائيلي وبروزه من السر إلى العلن ) سلط فيه الضوء على تاريخ العلاقات السعودية – الإسرائيلية . ولقد بين الكتاب وحسبما جاء فيه بأن : العلاقات السعودية - الإسرائيلية عميقة الجذور ، وقد ظلت خافية حتى ظهرت إلى العلن خلال حرب الخليج الثانية (الحرب العراقية الكويتية) . ويمكن القول أن أول لقاء سعودي - صهيوني يعود تاريخه إلى عام 1939 ، عندما عقد بلندن مؤتمر حول القضية الفلسطينية حضره الأمير (فيصل) الذي كان حينئذ وزيراً للخارجية ، إذ اجتمع الأمير السعودي عدة مرات منفرداً بالوفد اليهودي في المؤتمر ، حيث كان الملك (عبد العزيز) يبذل قصارى جهده لتوطيد علاقاته بالأمريكان . وبمرور الوقت وعندما أصبحت القضية الفلسطينية أكثر التهابا أفلح الأمريكان في إقناع الملك (عبد العزيز) بالتحايل اللفظي من أجل التخلص من المسؤولية التاريخية ، وذلك بإصدار بيان شديد اللهجة ضد اليهود ولكن دون أي تعهد من جانبه بالعمل ضدهم ، وقد ظهر ذلك بوضوح في حرب عام 1948 ، واستمر هذا الموقف ليكون أساسا للسياسة السعودية حول القضية الفلسطينية إلى الآن وحتى صندوق دعم الانتفاضة الذي لم يوضع فيه شيء وكانت سياستهم لا تخرج عن مجرد بيانات فارغة ومسايرة للرأي العام العربي لكن من دون أي التزام تماماً كما قال ناصر السعيد عن سياستهم في كتابه القيم تاريخ آل سعود ج4 ص 535 : [ تنطلق دبلوماسية وسياسة الانفتاح السعودية على تلك المبادئ : " لتوافق على كل مقررات مؤتمرات القمم" تمشيا بقواعد السياسة القائلة (قل ما لاتفعل وافعل ما لا تقول… واضحك على الجماعة تكتفي شر الإذاعة… وإذا هبّت عاصفة فلا تقف بل سر معها ليتطاير منك القمل ولا يدفنك الرمل)… (ولكي تصبح بريء الذمة وافق على كل مقررات القمة) . (لا تعارض لكيلا تفقد عاصمتك العارض… وإن أردت أن تصبح قائد العرب المتنفّذ فقل ولا تنفذ)… (اشتم إسرائيل وانتقد أمريكا ـ واخدم إسرائيل عن طريق أمريكا)…هذه هي ملامح سياسة العائلة السعودية، منذ أن كان اسمها عائلة "آل مردخاي" حتّى أصبح اسمهم آل سعود…] . |
No hay comentarios:
Publicar un comentario