jueves, 10 de febrero de 2011

ثورة مصر تغير إستراتيجيات إسرائيل

الثورة الشعبية المصرية أربكت إسرائيل (الأوروبية-أرشيف)

محمد محسن وتد-أم الفحم
"الشعب يريد إسقاط النظام" صرخة أطلقها ملايين المصريين وما زالت تصدح في ميدان التحرير، لكن صداها وصل إسرائيل وفاجأ أجهزة استخباراتها، التي لم تتنبأ بصحوة الجماهير المصرية.
ولفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ضرورة محاسبة الذات، وإعادة التقييم والإمعان بعمل أجهزة الاستخبارات، خاصة بما يتعلق بالسيناريوهات المستقبلية لمدى استقرار الأنظمة العربية.
ولطالما غيبت إسرائيل الجماهير العربية وتحديدا المصرية عن دائرة الصراع والمواجهة واعتبرتها جبهة ضعيفة ومهزومة، ولكن الواقع كان غير ذلك.
وباشرت الاستخبارات الإسرائيلية بهيكلة منظومتها من جديد، بشكل يتلائم مع الحراك الجماهيري وساحات النضال والمعارك التي يشنها الشباب العرب على الأنظمة على شبكات التواصل الاجتماعي.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن يوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، قوله إن التكنولوجيا وشبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي أصبحت تسرع في إحداث تغييرات سياسية واجتماعية في بعض الدول، وعليه فإن قواعد اللعبة قد تغيرت.
وكشف النقاب عن تخصيص جهاز الاستخبارات 20% من طواقمه والقوى العاملة واستثمرها للعمل في قسم المعلومات والتكنولوجيا.
"
معآريف: أجهزة الاستخبارات أخفقت في التنبأ بالثورة المصرية، وعليه لا بد من إقامة لجنة تحقيق لفحص أداء وعمل منظومة الاستخبارات
"
لجنة تحقيق

وأشارت صحيفة معاريف إلى أن أجهزة الاستخبارات أخفقت في التنيأ بالثورة المصرية، وعليه لا بد من إقامة لجنة تحقيق لفحص أداء وعمل منظومة الاستخبارات.

وكان رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش أفيف كوخافي وقبل أسبوع من اندلاع أحداث القاهرة، قدم للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، مذكرة خاصة عن مصر، أكد من خلالها أنه لا يوجد أي خطر يتهدد استقرار نظام الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال كوخافي في مذكرته "لا نرى أن الإخوان المسلمين حركة قوية ومتماسكة ومنظمة بما فيه الكفاية لكي تستولي على الحكم، على الرغم من أنه لو أجريت الانتخابات سيحصلون على 40% من الأصوات".
وجاءت الثورة خلافا للتوقعات والتقييمات، مما دفع أعضاء لجنة الخارجية والأمن المطالبة بإقامة لجنة تحقيق لفحص ما اعتبروه "إخفاق الاستخبارات" حيث اتضح بأن أحداث مصر فاجأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ووجدتها غير مستعدة.
إخفاق استخباراتي
وقال النائب بالكنيست إيتان كابل إنه سيطلب من اللجنة الاستثنائية لقضايا الاستخبارات عقد جلسة طارئة لبحث هذه الإخفاقات والأخطاء بالتقييمات.
وأضاف "تصادف ما قدمه كوخافي في مذكرته من تقييمات بخصوص مصر وبعد أيام يحدث عكس توقعاته، هذا أمر مقلق وضاغط ويلزمنا حساب الذات والإمعان وإعادة التفكير".
وتزامنا مع هذه التطورات، أوصت لجنة الخارجية والأمن في تقرير لها بضرورة تزويد إسرائيل على الجبهة الجنوبية مع مصر وغزة بالمنظومة الدفاعية "القبة الحديدية"، والتي ستكلف خزينة الدولة قرابة ملياري دولار.
"
يديعوت آحرونوت: العام 2011 سيكون بمثابة هزة أرضية للقضايا السياسية والأمنية حيال ما سيحصل بالشرق الأوسط
"
هزة أرضية

واعتبرت صحيفة يديعوت آحرونوت أن العام 2011 سيكون بمثابة هزة أرضية للقضايا السياسية والأمنية حيال ما سيحصل بالشرق الأوسط.
وكتب أليكس فايشمن أن الاستخبارات العسكرية بالجيش ترى بالعام الحالي مرحلة مفصلية، بحيث ستحسم الكثير من القضايا وأبرزها الملف النووي الإيراني، مشيرا إلى أن التطورات تستلزم استعدادا عسكريا وسياسيا، لمنع تحولها لتهديدات إستراتيجية".
مفاجأة مضاعفة
وأكد أن الأحداث الحالية كانت بمثابة مفاجأة مضاعفة للاستخبارات الإسرائيلية، التي لم تتنبأ بأحداث مصر وحجم العداء الشعبي لمبارك، ولم تتوقع جوهر رد الفعل القوي للإدارة الأميركية المناهض لمبارك ونظامه.
ويرى أن الأشهر المقبلة ستشهد تغيرات إستراتيجية في الشرق الأوسط وستصل أوجها بنهاية العام.

وتستعد أجهزة الاستخبارات للتغييرات التي قد تحصل بالمنطقة وتحديدا في لبنان حيث تتوقع سيطرة حزب الله هناك، كما وترى أن شبه جزيرة سيناء وقعت في أيدي البدو وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبحسب تقييمات الاستخبارات الإسرائيلية، سيؤثر الانقلاب بمصر على السلطة الفلسطينية التي ستغير من تعاملها وتعاونها مع إسرائيل وسترفع سقف مطالبها، كي لا تظهر –وهي التي حظيت بدعم مبارك- متعاونة مع إسرائيل

No hay comentarios:

Powered By Blogger

Contribuyentes