النقيب احمد شوشان
لقد الزمتني يا أخي الكريم ما حاولت تجنبه منذ الاعلان الاول عن هذه المسيرة عملا بالحكمة القائلة: اذا تكلم احدكم فليقل خيرا أو ليصمت و ليس لان رايي لم يستقر بشأنها. و لكنك لم تترك لي الان خيارا غير الادلاء… برأيي كما هو:
أولا: أنا رجل راشد أومن بالوفاء لمبادئي و مقتنع بأن فاقد الشيء لا يعطيه و لذلك فإنني لن أسمح لنفسي بالمشاركة في مسيرة دعا إليها أشخاص حرضوا قيادة الجيش سنة 1992 على اعلان الحرب القذرة على الشعب لانقاذ جمهورية الفساد التي نعيش في لظاها و لا اصدق رغبتهم في تغيير نظام ما زالوا يتمتعون بكل الامتيازات المادية و المعنوية في ظله. إن المسير خلف السعيد سعدي و برارحي و من لف لفهم إهانة لكل ضحايا المأساة الوطنية و خيانة للمبادئ التي على أساسها رفضت المسير خلف القيادة العسكرية و تمردت على جميع القوانين و الانطمة. فأنا تنازلت عن حقوقي المشروعة في وطني تجنبا للتورط في اراقة الدم و لكنني لن اتنازل عن كرامتى مهما كانت المبررات.
ثانيا: أنا أعرف أن التنسيقية المشرفة على المسيرة بكل اعضائها دعت اليها و هي على علم بأن معارضين شرفاء معروفين باخلاصهم و نضالهم منذ سنوات يعملون بجدية من اجل تشكيل جبهة شعبية موحدة للتغيير الجذري للنظام و بالتالي فإن مبادرتهم لا تخرج في هدفها عن احد الاحتمالين: الاول: تحجيم الانتفاضة المرجوة على صعيد المطلب من المطالبة بالتغيير الجذري للنظام الى مطالب شكلية كرفع حالة الطوارئ و….و على صعيد التأثير من انتفاضة سلمية شاملة مفتوحة عبر التراب الوطني الى مسيرة محدودة في العاصمة. الثاني: سحب المبادرة من ايدي المعارضين للنظام على أساس امبدئي و تمكين جهاز المخابرات من السيطرة على مسار الاحداث من خلال اختراقه لهيئة التنسيق المشرفة على المسيرة باشراك عناصر موالية للنظام. فهذه المسيرة في البداية كانت عملية استباقية لاجهاض الانتفاضة الحقيقية التي من المفترض ان تكون الفاصلة و الاخيرة بين الشعب من جهة و النظام القائم من جهة اخرى و لذلك طلب اصحابها الترخيص من وزير الداخلية في بداية الامر و هم مطمئنون الى الرد الايجابي عليه. و لكن عندما انحرفت المسيرة عن مسارها الاول و اصبح بعض الملتحقين بها لحاجة في انفسهم يطالبون برفع سقف المطالب الى التغيير الجذري للنظام اعلنت السلطة منعها رسميا و بدأت الاستعداد لتحويلها الى تهارش بين المواطنين من خلال تجنيد ابواق النظام لاستنكارها. و اتمنى ان لا يستجيب المواطنون لحملة التحريض التي يتزعمها اتباع الزوايا و ائمة غلام الله و الباتريوت و غيرهم.
ثالثا: ان الانتفاضة التي تسقط النظام المجرم هي التي لا يختلف عليها المعارضون الحقيقيون للنظام على الاقل و المعروفون بتضحياتهم على طريق المطالبة بتغييره (وهذا هو المقياس الصحيخ و الموثوق لتقييم جدية المواجهة مع النظام). اما الانتفاضة التي تشتبه فيها الامور على الناس كما هو حاصل فغاية ماأتمناه هو ان تحقق شيئا من الانفراج الذي لا ينبغي ان يخلط علينا الاوراق و يصرفنا عن مطلبنا الاساسي بالتغيير الجذري للنظام.
و بناء على ما تقدم فإنني لا أرى نفسي معنيا بهذه المسيرة من حيث ا المشاركة فيها أو الدعوة إليها و لكنني بكل تأكيد سأكون معنيا بتداعياتها من حيث الدفاع عن المواطنين المشاركين فيها و مساندتهم بدون تحفظ إذا تم الاعتداء عليهم من طرف السلطة المجرمة أو تطور الموقف إلى وضع يستوجب التغبئة من اجل حسم المواجهة مع هذا النظام المجرم.
و انا لم اتكلم في هذا الموضوع زيادة على ما تقدم لأنه اصبح مجالا للمزايدة و التنافس بين كثير من عشاق الثرثرة في وسائل الاعلام و لم يغد للرأي المبني على الاصول فيه أي اعتبار . كما أنني لا أسمح لنفسي بمسك العصا من الوسط. و أقول لابناء الجزائر : أنا لست مسؤولا على هذه المسيرة و لكنني أدعو الناس للمشاركة فيها على غرار ما فعله الذين يريدون شرب اللبن و يأنفون من إظهار الطاسة.
فأنا لا ارى جدوى من المشاركة في هذه المسيرة و اطلب من الشعب الجزائري ان يتجند من اجل انتفاضة فاصلة يحدد هو موعدها و نتيجتها الحتمية التي لا بديل عنها و هي التخلص من هذا النظام المجرم جملة و تفصيلا و التوافق على نظام جديد يحفظ الكرامة لجميع المواطنين باذن الله و يعيد الاعتبار لامجاد الجزائر التي ضيعها القائمون على هذا النظام الخائن منذ عقود
No hay comentarios:
Publicar un comentario