martes, 1 de febrero de 2011

تل أبيب لأوروبا وأمريكا: مصالح الغرب تكمن في استقرار نظام مبارك

زهير اندراوس:
2011-01-31


الناصرة ـ 'القدس العربي' رأى العديد من المحللين الإسرائيليين أنّ تنازل الإدارة الأمريكية بهذه السرعة عن نظام الرئيس حسني مبارك، الذي يتهاوى خطوة مثيرة للقلق الشديد، وكتب إيتان هابر، رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحاق رابين، مقالاً في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، الاثنين، حذّر فيه من توجهات الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يستبعد البتة أن تقوم الحليفة الكبرى لإسرائيل، أي أمريكا، بالتنازل عن إسرائيل في أيّ وقت، الأمر الذي يُعرّض الدولة العبرية إلى خطر وجودي حقيقي، على حد تعبيره.
وقال أيضا إن صنّاع القرار في تل أبيب يتابعون بقلق شديد التغييرات الجارية في العالم العربيّ نحو (شرق أوسط جديد) ولكنّه ليس الشرق الأوسط الجديد الذي أراده أركان دولة الاحتلال، يتابعون الأحداث، كتب هابر، ويقولون في قرارة أنفسهم لا نستطيع أن نفعل شيئا لدرء الخطر القادم.
وزاد قائلاً انّه يجب استخلاص الكثير من العبر والدروس مما يجري في مصر والعالم العربي، ولكن برأيه فإنّ أهم العبر تكمن في أنّ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأقوى في العالم، لا يكن الود الزائد لإسرائيل، مشدداً على أنّ تبوؤ الدولة العبرية سلم أولويات أمريكا بات في عداد الماضي، وقال أيضاً لا يوجد لدينا أيّ سبب لأن نحسد الرئيس المصري، حسني مبارك، فالرئيس أوباما رماه إلى الكلاب، مشدداً على أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وخلال أقل من أربع وعشرين ساعة تخلّت عن حليفتها الإستراتيجيّة مصر، وعمليا، فإنّ أوباما، زاد المحلل الإسرائيلي، حلل قتل مبارك أرضاء للجماهير الغاضبة في القاهرة وباقي أنحاء مصر، وبالتالي فإنّ النتيجة التي على صنّاع القرار في تل أبيب أن يفهموها جيداً، بحسب هابر، أنّ الرئيس أوباما لن يتورع البتة عن بيع إسرائيل بأرخص الأثمان أو أبخسها، ومجرد التفكير بأنّ أمريكا ستتنازل عن إسرائيل في يوم من الأيام تثير القشعريرة، وليحمنا الرب من خطوة من هذا القبيل، على حد وصفه.
أمّا العبرة الثانية بحسب المحلل هابر فتقول إنّ الشرق الأوسط يتغير في كل لحظة، وآلاف المستشرقين الذين يتابعون ما يحدث في مصر لم يتوقعوا تهاوي نظام مبارك، من هنا، يتحتم على إسرائيل أن تكون جاهزة لأيّ اشتعال في المنطقة، لأنّ المنطقة باتت قريبة جداً من الحريق الكبير.
ولفت في نهاية مقاله إلى أنّه عندما وقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيغن، على اتفاق السلام مع مصر، اتفاق كامب ديفيد، كان عدد سكان مصر 32 مليوناً، أمّا اليوم فإنّ عدد المصريين وصل إلى أكثر من ثمانين مليوناً، وحذّر من أنّ الكم سيتحول إلى الكيف، مشيراً إلى أنّ هذه الملايين تكره إسرائيل، فأين السلام الذي كنا نبحث عنه؟. على صلة، قال البروفسور يورام ميطال، رئيس مركز حاييم هرتسوغ لأبحاث الشرق الأوسط، إنّه من المستبعد جداً أن يقوم النظام الجديد بإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، ولكن بالمقابل ستتوقف مصر عن لعب دور النجاة للدولة العبرية في محاولاتها للخروج من العزلة الدولية المفروضة عليها بسبب سياساتها، وهو الأمر الذي كان مبارك يمنحه دائماً للدولة العبرية، كما أشار في مقاله بصحيفة 'يديعوت أحرونوت' إلى أنّ النظام الجديد سيقوم بتحسين علاقاته مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأمر الذي سيزيد من عزلة إسرائيل في الحلبة الدولية. أمّا البروفسور هيلل فريش، من مركز بيغن السادات، التابع لجامعة بار إيلان، فقال ليديعوت أحرونوت، يكفي التفكير بما حصل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الثورة الإسلامية في العام 1979 لكي نعرف مدى المأساة التي ستحل بإسرائيل نتيجة تغيير نظام الحكم في مصر. أمّ الاختصاصية في الشؤون المصرية، د. ميرا تسوريف، فقالت إنّه على الأرجح أن تعود العلاقات الإسرائيلية المصرية إلى ما كانت عليه في العام 1966، أي قبل النكسة واحتلال إسرائيل للأراضي العربية في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.
في نفس السياق كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية، الاثنين، النقاب عن أنّ إسرائيل وجهّت في نهاية الأسبوع الماضي رسالة إلى الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية مفادها أنه يوجد مصالح للغرب في الحفاظ على استقرار النظام في مصر. وتضمنت الرسالة أن إسرائيل ترى في استقرار النظام في مصر مفيد للاستقرار في الشرق الأوسط كله، ولذلك يجب لجم الانتقادات العلنية التي توجه للرئيس المصري حسني مبارك. وتأتي الرسالة الإسرائيلية في أعقاب بيانات صدرت عن عدد من الدول الغربية مفادها أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ملا نظام مبارك.
وعلم أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت تعليمات، مساء السبت الماضي، لعشرة سفراء إسرائيليين في عدة دول بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين وكندا وعدد من دول أوروبا تطلب منهم التوجه إلى كبار المسؤولين في وزارات الخارجية ومكاتب الرؤساء أو رؤساء الحكومات والتأكيد على أهمية الاستقرار في مصر.
وبحسب المصادر السياسية في تل أبيب، أوضحت صحيفة 'هآرتس' فإنّ إسرائيل لا تنظر بعين الرضا إلى الخط العلني الذي اتخذه أوباما والاتحاد الأوروبي. وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الأمريكيين والأوروبيين ينجرون وراء الرأي العام ولا يفكرون بمصالحهم الحقيقية. وأضاف حتى لو كانت هناك انتقادات ضد مبارك، فيجب إعطاء الحلفاء الشعور بأنهم ليسوا لوحدهم. وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن السعودية والأردن ينظران إلى تخلي الغرب عن مبارك، وبالتالي سيكون لذلك أبعاد خطيرة جداً، على حد تعبيره.
من ناحيته رأى المحلل رون ليشيم في صحيفة 'هآرتس' انّ البديل الوحيد لنظام حسني مبارك سيكون الإسلام، مشيراً إلى أنّه عندما سيتوجه الشعب المصري إلى صناديق الاقتراع فإنّه سينتخب هذه الحركة المنظمة جداً في مصر، والقادرة على منح الشعب المصري ما يريده.
وأضاف أنّ النظام المصري الجديد سيكون على شاكلة النظام في تركيا وأنّ الإخوان المسلمين سيسيطرون على مقاليد الحكم، وبعد مرور فترة زمنية سيقومون بالسيطرة على الجيش، وهو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي، وهنا تكمن المشكلة الكبيرة للدولة العبرية، بحسب المحلل ليشيم. وخلص إلى القول إنّه في العقود القادمة القريبة فإنّ الحركات الإسلامية الراديكالية هي التي ستُحدد الأجندة السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وهذه العملية بدأت، ولا تستطيع أيّ جهة وقف المد الإسلامي المتطرف في العالم العربي، على حد قوله

No hay comentarios:

Powered By Blogger

Contribuyentes