اعلن دبلوماسي في مقر الامم المتحدة في نيويورك الاثنين ان مجلس الامن سيعقد الخميس اجتماعا بناء على طلب ليبيا لبحث اخر التطورات في هذا البلد. من جهة ثانية اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين ان الهدف النهائي للولايات المتحدة وحلفائها هو رحيل معمر القذافي. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر "نسعى الى اقناع العقيد القذافي ونظامه ومعاونيه بان عليهم التخلي عن السلطة" مضيفا "هذا يبقى هدفنا النهائي هنا". واضاف تونر ان الولايات المتحدة كانت واضحة في اعتبار ان القذافي فقد شرعيته كحاكم لليبيا.
وقد واصلت طائرات قوات الائتلاف الغربي غاراتها الجوية على عدد من المناطق في ليبيا فجر اليوم الاثنين. وهزت انفجارات قوية الليلة الماضية العاصمة الليبية طرابلس، وأسفرت عن تدمير أحد مباني مقر زعيم النظام الليبي معمر القذافي في باب العزيزية جنوب طرابلس. وقد تصاعدت سحب الدخان من منطقة باب العزيزية، بينما سمع دوي المضادات الأرضية. كما ذكرت وكالة رويترز أن دوي إطلاق النيران بشكل متواصل من المضادات الأرضية سمع مجددا بالعاصمة متبوعا بانفجار مدو.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قوات الائتلاف الغربي أن المبنى المدمر كان يؤوي مركز قيادة عسكرية للقذافي. ودمر الصاروخ كليا المبنى الواقع على مسافة خمسين مترا من خيمة كان القذافي يستقبل فيها عادة كبار زواره. وقال المتحدث باسم السلطات الليبية موسى إبراهيم للصحفيين إن المبنى قصف بصاروخ، مشيرا إلى أن ما سماه "القصف البربري" كان يمكن أن يقتل مئات المدنيين الذين تجمعوا عند مقر إقامة القذافي الواقع على بعد أربعمائة متر عن المبنى المدمر. وأكد أن هذا القصف يتناقض مع تصريحات أميركية وغربية بأنهم لا يهدفون إلى مهاجمة هذا المكان.
لكن مدير هيئة الأركان الأميركية المشتركة نائب الأميرال بيل غورتني نفى للصحفيين بمقر وزارة الحرب الأميركية (بنتاغون) أن يكون القصف كان يستهدف مقر القذافي أو القذافي شخصيا. وأوضح أن التهديد الرئيسي للطائرات الأميركية والبريطانية والفرنسية التي تدخلت حتى الآن في ليبيا تشكله صواريخ أرض جو (أس أيه 5) بعيدة المدى، ولكن "تم الحد بشكل كبير من قدرة قوات القذافي على إطلاقها". كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن غورتني قوله لشبكة "سي أن أن" إن "المرحلة المقبلة من ضربات التحالف ضد قوات القذافي ستكون مهاجمة خطوط إمدادها لشل قدرتها على القتال".
من جهتها قالت وزارة الحرب البريطانية إن قواتها شاركت فيما وصفتها الضربة المنسقة التي استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الليبية لليوم الثاني على التوالي، مشيرة إلى أن الضربة نفذت بصواريخ توماهوك موجهة من إحدى الغواصات المتمركزة بالبحر المتوسط. في غضون ذلك أبحرت ناقلة الطائرات الفرنسية شارل ديغول من ميناء طولون متوجهة إلى المياه الإقليمية الليبية.
في هذه الاثناء، عارض وزير الحرب الاميركي روبرت غيتس توجيه ضربة عسكرية تستهدف مباشرة العقيد الليبي معمر القذافي. وطالب القوات الغربية باحترام قرار مجلس الامن الذي سمح باستخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا. وفي حديث للصحافيين على متن طائرة اقلته الى روسيا، قال غيتس ان الموضوع الاساسي هو اقامة منطقة حظر جوي لمنع القذافي من ارتكاب مجزرة بحق شعبه. واشار الى ان مسألة تقديم مساعدة خارجية اضافية للثوار لا زالت امرا لم يحدد.
وحول المرحلة الاولى من التدخل العسكري ضد النظام الليبي، قال رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن ان قوات الائتلاف الغربي انهت المرحلة الاولى بنجاح، اذ تم تدمير الدفاعات الجوية الليبية بشكل شبه كامل. وفي تطورات ميدانية أخرى قصفت كتائب القذافي مجددا خزانات الوقود ومحطة الكهرباء في مصراتة.
واكد الناطق باسم الحكومة الليبية الاثنين ان مصراته ثالث مدن ليبيا "تحررت قبل ثلاثة ايام" مضيفا ان القوات الليبية تواصل مطاردة "عناصر ارهابية" في المدينة. من جهته قال عضو في ائتلاف شباب ثورة 17 فبراير إن أصوات انفجارات سمعت الليلة الماضية خارج المدينة، مشيرا إلى أن كتائب القذافي واصلت هجماتها على مصراتة أمس، وتمكن عدد من دباباتها من التوغل إلى داخل المدينة، لكن الثوار أخرجوا معظمها ولم تبق سوى دبابتين وهما محاصرتان. وأشار إلى أن الهدوء يخيم على المدينة منذ الصباح، ولفت إلى وجود عشرات الشهداء والجرحى في المستشفى.
يأتي ذلك في وقت بدأت فيه مجموعات من الثوار بالتوجه نحو أجدابيا ومناطق أخرى بليبيا لاستعادة السيطرة عليها. وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة في تصريح صحفي إنه تم التخلص من الكتائب الأمنية التي تقدمت نحو بنغازي بعتاد حربي كان كفيلا بإبادة المدينة. وقال غوقة إن الثوار دحروا هذه الكتائب إلى خارج المدينة "ثم تكفلت القوات الدولية بتدميرها بعد ذلك", مضيفا أن "كتائب القذافي أحدثت دمارا كبيرا في بنغازي". كذلك حرك الثوار قواتهم إلى قرب أجدابيا بعدما ألحقت غارات طائرات الائتلاف الغربي خسائر فادحة بقوات القذافي على الطريق المؤدي إلى البلدة الإستراتيجية الواقعة شرقي البلاد. وقال مقاتلو المعارضة إنهم ينتظرون المزيد من الضربات الجوية الغربية التي يأملون أن تضعف قوات القذافي أكثر قبل أن يتحركوا إلى داخل أجدابيا التي اضطروا للخروج منها قبل أيام تحت وطأة نيران كثيفة.
وكانت العملية الدولية قذ أطلقت في اطار القرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا. وقد بدأت مع تحليق طائرات رافال وميراج 2000 فوق الاراضي الليبية ثم تدمير عدة دبابات تابعة للقوات الموالية للقذافي. ومساء امس نفذت القوات البريطانية اولى الغارات الجوية في حين اطلقت صواريخ توماهوك من السفن والغواصات الاميركية قبالة السواحل الليبية.
في هذه الأثناء, اعلن نظام القذافي وقفا جديدا لاطلاق النار الاحد. وذلك تجاوبا مع الدعوة التي وجهها الاتحاد الافريقي السبت الى "الوقف الفوري للاعمال الحربية". حيث اعلن متحدث باسم الجيش الليبي مساء أمس الأحد إصدار القوات المسلحة أوامر لجميع وحداتها العسكرية بالالتزام الفوري بوقف إطلاق النار اعتبارا من التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي. وأوضح المتحدث العسكري للقوات المسلحة العقيد ميلاد الفقهي في بيان أن هذا القرار اتخذ بعدما قبلت هذه القوات ما جاء في بيان صادر عن اللجنة الرئاسية الخماسية المشكلة من مجلس السلم والأمن الأفريقي.
وكانت السلطات الليبية اعلنت الجمعة الفائت وقفا لاطلاق النار اعتبر المجتمع الدولي انها لم تلتزم به. وذلك قبيل بدء العمليات العسكرية الدولية مساء السبت للتصدي للقمع الذي يمارسه نظام القذافي بحق الثوار الليبيين والمدنيين. بدوره, شكك المجلس الوطني الانتقالي في صدقية وقف إطلاق النار الذي أعلنته كتائب القذافي. وقال الناطق باسم المجلس إن النظام الليبي ما زال يواصل تقتيل المواطنين بمدينة مصراتة، مشيراً إلى أن عدد الضحايا الذين سقطوا بمختلف أنحاء ليبيا منذ اندلاع الثورة قد زاد على ثمانية آلاف شخص. وفي جنيف طالبت منظمة التضامن لحقوق الإنسان بإجراء تحقيق دولي في مزاعم السلطات الليبية بسقوط ضحايا مدنيين جراء القصف الذي قامت به قوات التحالف ليلة أمس على مدينة طرابلس. كما طالبت بتمكين فريق دولي متخصص لمعاينة الجثامين التي زعم أنها ضحايا القصف لتحديد تاريخ وأسباب الوفاة، ودعت الهيئات الدولية بممارسة الضغط على نظام القذافي للتوقف عن تعريض حياة المدنيين للخطر من خلال استخدامهم دروعا بشرية في المواقع العسكرية. وكان مصادر طبية حكومية تحدثت عن مقتل 64 شخصا في قصف قوات الائتلاف الغربي ليلة أمس.
http://www.almanar.com.lb/ |
No hay comentarios:
Publicar un comentario