مصدر فرنسي يكشف لـ"الحقيقة" السر الخطير الذي تحدث عنه النظام الليبي وأكد أنه سيطيح ساركوزي
القذافي مول الحملة الانتخابية لساركوزي وحزبه بملايين الدولارات بالطريقة نفسها التي مول بها الحريري وصدام حسين الحملات الانتخابية لسلفه جاك شيراك ، أما الوسطاء فلبنانيون وإيطاليون وصهاينة!؟
باريس ، الحقيقة ( خاص من: إلين / سوزان بورجوا):كشف مصدر عربي في حزب " الاتحاد من أجل حركة شعبية " الفرنسي ، وهو الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس نيكولا ساركوزي ، طبيعة " السر الخطير" الذي هدد نظام القذافي بالكشف عنه انتقاما لاعتراف فرنسا بالمجلس الوطني الليبي المعارض. وكانت وكالة أنباء "جانا" الليبية الرسمية قالت اليوم ( أمس) الخميس "انها "علمت ان هناك سرا خطيرا سيؤدي حتما إلى سقوط ساركوزي أو حتى محاكمته ، وهو يتعلق بتمويل حملته الانتخابية السابقة سنة 2007 ". وصدر هذا التصريح بعد اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي باعتباره "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي" واعلانها انها سترسل سفيرا قريبا إلى بنغازي. لكن الوكالة الليبية لم تكشف طبيعة هذا "السر" .
المصر العربي في حزب ساركوزي كشف لـ"الحقيقة" عن أن الأمر يتعلق بملايين الدولارات ( أكثر من خمسين مليون دولار) دفعها النظام الليبي لتمويل حملة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية خلال الجولتين الأولى والثانية في أيار / مايو من العام 2007 ، والتي فاز فها ضد مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال ، حيث حصل على حوالي 53 بالمئة من الأصوات ، فيما حصلت رويال على حوالي 48 بالمئة. وكشف المصدر عن أن الأموال "جرى تسليمها على شكل سائل ( نقدا) في حقائب وليس على شكل حوالات أو شيكات ، وذلك للحيلولة دون ضبطها مستقبلا في أي تحقيق مالي" . وقال المصدر إن رجل الأعمال اللبناني الأصل زياد تقي الدين ، وثيق الصلة برئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وآخرين من إيطاليا وليبيا نفسها ، تولوا تسليم هذه الحقائب لمقربين من ساركوزي ، وقد لعبت أسرة زوجته كارلا ، الإيطالية ، دورا محوريا في العملية بالنظر لوجود علاقة بينها وبين "لوبي" النظام الليبي في إيطاليا . وأكد المصدر أن رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني "كان على علم بالعملية ، وربما قدم تسهيلات لوجستية في هذا المجال ، لاسيما فيما يتعلق بالدفعات التي جرى تسليمها واستلامها على الأراضي الإيطالية". لكن المفاجأة فيما كشفه المصدر تكمن في أن الصحافي الفرنسي ( المسمى بـ " الفيلسوف") برنار هنري ـ ليفي ، المعروف بعلاقاته مع الموساد ووكالة المخابرات المركزية وحزب الليكود الإسرائيلي ، لعب هو الآخر دورا في عملية نقل الأموال . ومن المعروف أن ليفي قاد عمليات سرية لدعم المنظمات الأصولية الإرهابية في أفغانستان بذريعة تحريرها من الاحتلال السوفييتي . حيث كان يشرف على تركيب وإدارة محطاتها الإذاعية وتدريب إعلامييها في " فن الدعاية ضد الشيوعية" . وأصبح معلوما اليوم على نطاق واسع في الغرب أن ليفي ، ومثقفين فرنسيين آخرين ، تولوا القيام بهذا العمل تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية الأميركية بتمويل ومشاركة المخابرات السعودية.
المصدر العربي في حزب ساركوزي أبلغ "الحقيقة" بأن جانبا من " السر" الذي ألمحت إليه وكالة الأنباء الليبية يتعلق أيضا بعمولات تقاضاها ساركوزي وفريقه صيف العام 2009 من سيف الإسلام القذافي في إطار صفقة بيع طائرات حربية فرنسية من طراز " رافال" الحديثة إلى ليبيا ، فضلا عن طائرات ميراج من الجيل الرابع.
في سياق متصل ، قال المصدر إن الطريقة التي جرت بها عملية التمويل الليبية لساركوزي تتطابق تماما مع الطريقة التي كان يقوم بها صدام حسين ورفيق الحريري مع جاك شيراك ( أي بواسطة الحقائب ، وليس بواسطة شيكات).
يشار في هذا الصدد إلى أن المخابرات الفرنسية كانت داهمت منزل الصحفي السوري المعارض نزار نيوف في ضاحية مالاكوف ، قرب باريس ، في كانون الثاني / يناير 2004 بطريقة المغافلة والاحتيال و سرقت منه ثلاثة أقراص مدمجة ( سي دي روم ) تحتوي على وثائق تتصل بعملية تمويل صدام حسين ورفيق الحريري لجاك شيراك . وبحسب تقرير لصحيفة " لوباريزيان " الفرنسية ( اضغط هنــا لقراءته) ، فإن المخابرات الفرنسية استدعت نيوف إلى مقرها القديم في منطقة " بير حكيم " بباريس لمناقشته في تقرير صحفي كان كتبه في موقع " إيلاف" قبل ذلك كشف فيه أن المخابرات الفرنسية تورطت في عملية حي "الأزبكية" الإرهابية في دمشق في العام 1981 من خلال تجنيد عناصر من الإخوان المسلمين الذين كانوا يخوضون صراعا مسلحا ضد النظام السوري برعاية المخابرات العراقية والأردنية . وقد ذهب المئات بين قتيل وجريح في العملية الإرهابية . وفي الوقت الذي كان نيوف في "ضيافتهم" بمقر المخابرات في" بير حكيم" ، قام عناصر من الجهاز المذكور بدخول منزله بواسطة نسخة من مفتاح مطابق تحتفظ بها بلدية مالاكوف ، باعتبارها الجهة التي تؤجره المنزل . و في وقت لاحق ، كشف محاميه وليام بوردون عن أن نيوف حصل على الوثائق ( اعترافات صوتية ووثائق مكتوبة) من الديبلوماسي العراقي السابق مهدي حبيب ، الذي كان ينقل الأموال بالحقائب إلى جاك شيراك ، قبل أن ينشق على نظام صدام في وقت لاحق . وبسبب الوثائق المذكورة ، وغيرها من أمور مشابهة تتعلق بتورط المخابرات الفرنسية في تفجير حي الأزبكية المشار إليه ، وفي تزويد النظام السوري بمواد بيولوجية وكيماوية جرى اختبارها سرا على مئات المعتقلين السياسيين السوريين واللبنانيين بمعرفة وزارة الدفاع الفرنسية في معتقل "خان أبو الشامات" السري في الصحراء السورية ، الذي كان كشف عنه في العام 2002 ، حولت السلطات الفرنسية حياته إلى جحيم ، الأمر الذي اضطره إلى مغادرة فرنسا نهائيا إلى بلد أوربي آخر.
إنه مجرد جزء يسير من رأس جبل جليد الفساد الفرنسي في دعم الإرهاب الرسمي في العالم العربي . ولن يكون مفاجئا لنا إذا قيل يوما ما إن خبراء فرنسيين يديرون حرب الإبادة التي يديرها نظام القذافي ضد شعبه ، حتى وإن كان ساركوزي قد سحب اعترافه بالنظام الليبي اليوم . فهكذا حركات بهلوانية غالبا ما يكون الهدف منها إثارة زوابع في زاوية ما من أجل إخفاء جرائم يجري اقترافها في زاوية أخرى !؟
No hay comentarios:
Publicar un comentario